الإمارات تفنّد مزاعم التحالف بشأن ميناء المكلا وتؤكد التنسيق المسبق

الإمارات تفنّد مزاعم التحالف بشأن ميناء المكلا وتؤكد التنسيق المسبق

الإمارات تفنّد مزاعم التحالف بشأن ميناء المكلا وتؤكد التنسيق المسبق
2025-12-30 16:03:35
صوت المقاومة الجنوبية/ خاص


أثار استهداف ميناء المكلا موجة واسعة من الجدل السياسي والإعلامي، وسط تصاعد الانتقادات للبيان الصادر عن المتحدث العسكري باسم قوات التحالف، والذي حاول  بحسب متابعين  تبرير استهداف مرفق مدني تحت ذرائع اعتُبرت ملفّقة، في وقت تؤكد الوقائع أن الميناء منشأة مدنية حيوية تمثل شريان حياة اقتصادي لأبناء حضرموت والمحافظات المجاورة.
ويرى مراقبون أن توصيف قصف الميناء بأنه “عملية محدودة” لا يغيّر من حقيقة أنه اعتداء صريح على منشأة مدنية، ويكشف انتقالًا خطيرًا من الخلافات السياسية إلى استهداف مصادر عيش المدنيين، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مسار التصعيد وحدوده.
بيان إماراتي ينفي ويكشف
وفي تطور لافت، أصدرت وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة بيانًا عبّرت فيه عن أسفها الشديد لما ورد في البيان السعودي، ورفضت بصورة قاطعة الزج باسم الإمارات في التوترات الجارية في اليمن، معتبرة أن ما ورد تضمن مغالطات جوهرية بشأن دورها.
وفيما يخص العملية العسكرية في ميناء المكلا، أكدت الخارجية الإماراتية أن البيان الصادر عن المتحدث العسكري للتحالف صدر دون التشاور مع الدول الأعضاء، نافية بشكل قاطع المزاعم المتعلقة بتأجيج الصراع أو دعم أي عمليات عسكرية.
وشددت الوزارة على أن الشحنة التي جرى استهدافها لا تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني، بل للاستخدام من قبل القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف. كما أكدت أن هناك تنسيقًا عالي المستوى مع المملكة العربية السعودية بشأن هذه العربات، واتفاقًا واضحًا على عدم خروجها من الميناء، مشيرة إلى أن دولة الإمارات فوجئت باستهدافها داخل ميناء المكلا.
روايات متناقضة وتصعيد مفضوح
ويرى محللون أن الزج باسم الإمارات في رواية “شحنة عسكرية” يمثل تصعيدًا مقصودًا ومكشوفًا، لن ينجح في تغطية الإخفاقات أو نقل الأزمة إلى الخارج، خصوصًا في ظل النفي الإماراتي الواضح والتأكيد على أن الموقف كان يهدف إلى التهدئة وحماية المدنيين في حضرموت والمهرة.
كما يعتبر متابعون أن استخدام غطاء التحالف لضرب الموانئ المدنية يسيء للتحالف نفسه، ويحوّله من إطار لحماية المدنيين ومواجهة الحوثي والإرهاب إلى أداة ضغط سياسي، الأمر الذي يقوض الثقة الشعبية والإقليمية.
الشارع الجنوبي… موقف ثابت
على الصعيد الشعبي، تؤكد ردود الفعل في الجنوب أن استهداف الموانئ والبنى المدنية لن يكسر إرادة شعب الجنوب، ولن يغيّر الجغرافيا أو يفصل حضرموت عن محيطها الجنوبي، مهما تعددت الذرائع. ويرى ناشطون أن الاتهامات الفضفاضة جاءت متأخرة بعد أن أصبح القرار بيد الناس، وأن كل تصعيد من هذا النوع يزيد التفاف الشارع الجنوبي حول مساره السياسي.
ويخلص مراقبون إلى أن الجنوب، الذي واجه حروبًا وحصارات أشد ولم يتراجع، لن توقفه غارات أو بيانات متناقضة، وأن إرادة الناس أقوى من الروايات المفبركة، في وقت تتزايد فيه الدعوات لوقف التصعيد، واحترام المرافق المدنية، والعودة إلى التنسيق المسؤول الذي يحفظ الأمن والاستقرار ويجنب المنطقة مزيدًا من الانزلاق.