في أعقاب النجاحات الميدانية التي حققتها القوات الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت والمهرة، دخلت مليشيات الحوثي في حالة استنفار غير مسبوقة، عكستها تحركات عسكرية متسارعة شملت عمليات تحشيد واسعة، وحفر أنفاق، وشق طرق عسكرية، إضافة إلى نصب قواعد صاروخية وفتح معسكرات تدريب جديدة بمحاذاة خطوط التماس مع الجبهات الجنوبية.
هذه التحركات، التي ترافقت مع ردود فعل إيرانية غاضبة، تؤكد حجم الضربة التي تلقاها مشروع طهران في اليمن، وتكشف في الوقت ذاته عن مساعٍ حوثية لإعادة التموضع وخلق تهديد مباشر يستهدف أمن الجنوب ومنشآته الحيوية، في محاولة لتعويض خسائرها بعد تضييق الخناق على خطوط إمدادها.
حالة استنفار غير مسبوقة
وبالعودة الى حالة الاستنفار التي اعترت المليشيات الحوثية عقب سيطرة القوات الجنوبية على حضرموت والمهرة، فقد اطلقت المليشيات عملية تحشيد قبلي او ما يسمى بـ" النكف" الذي بدى هذه المرة باهتا على غير عادته، بيد ان المليشيات واصلت هذه المرة ارسال تعزيزاتها المادية والبشرية تجاه الجبهات التي ترابط فيها القوات الجنوبية، على طول خط التماس الممتد من حريب مرورا بشبوة وثرة وجيشان أبين وصولا الى يافع والضالع ومريس والمسيمير وكرش وحمالة وحبيل حنش وطور الباحة، كذلك الحال بالنسبة لجبهة الساحل الغربي.
حفر أنفاق وبناء تحصينات
كما نفذت المليشيات الحوثية مؤخرا على طول الجبهات الجنوبية أعمال هندسية حربية بدءا من انشاء غرف عمليات متقدمة في كلا من جبل السياني بمحافظة إب والراهدة بمحافظة تعز وحفر أنفاق وتحصينات مركزية ونقل منظومات وقواعد اطلاق صواريخ إليها، وأفادت مصادر خاصة أن المدعو " أبو نصر الشغف " المعين من قبل المليشيات قائد للمنطقة العسكرية الرابعة قد زار مطلع ديسمبر الجاري هذه التحصينات.
نصب قواعد صاروخية باتجاه الجنوب
المصادر أكدت أيضا أن المليشيات الحوثية قد وجهت سلاحها المسير والصاروخي بمختلف المدايات نحو محافظات الجنوب وهو ما يعزز حقيقة أن المليشيات الحوثية غير قادرة على تشكيل اختراق في المواجهة المباشرة مع القوات الجنوبية، وستلجأ الى تنفيذ هجمات صاروخية تستهدف عمق الجنوب ومصالحه ومنشآته الحيوية كما فعلت في استهداف الموانئ في محافظتي حضرموت وشبوة ومطار عدن الدولي.
المليشيات الحوثية قامت مؤخرا بشق واستحداث طرق جديدة في كل من مفرق الرحبية منطقة الراهدة بتعز ويمر الطريق في الحبيل الأسود بجانب الرحبية ووادي الطريان، بالقرب من جبل " حوامرة " الذي تتمركز فيه قوات جنوبية على حدود المسيمير شمالي محافظة لحج.
كما قامت المليشيات بصيانة عقبة " أمعذار" وشق طريق فرعي نزولا الى شعب "أمهوق" في مديرية مرخة العلياء بمحافظة شبوة.
كما أقدمت المليشيات بشق طرق عسكرية جديدة باتجاه جبهات "كرش " وطور الباحة وجبهة الحد بيافع وفي بيحان، قال محللون أنه المليشيات تعمل على شق تلك الطرق لتنفيذ عمليات التفاف هي الأخرى خبرت القوات الجنوبية تكتيك افشالها في مواجهاتها المستمرة مع المليشيات.
عمليات تحشيد واستحداث مواقع جديدة
منذ يونيو الماضي تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية عمليات تحشيد وتجنيد واسعة في المناطق المحاذية لخطوط التماس مع الجبهات الجنوبية ، مؤخرا بدأت المليشيات بتحشيد عناصر ارهابية تابعة للإرهابي أمجد خالد وفتح لها معسكرات ومواقع عسكرية على مقربة من حدود مديرتي كرش والمسيمير محافظة لحج كما قامت المليشيات بتكليف الإرهابي / أمجد خالد بالإشراف على جبهة حيفان الحدودية باتجاه مديرية طور الباحة لحج وتوزيع العديد من المجاميع التابعة له على عدد من مواقع الجبهة.
فتح معسكرات تدريب في مناطق محاذية لخطوط التماس
هذا وقد سبق للمليشيات في اتجاه محافظة شبوة من تجميع اعداد من العناصر المتحوثة التي شكلت ما يسمى حركة احرار شبوة وتشكيل ما يسمى اللواء ۳۰ مشاة في مرخه العليا محافظة شبوة من هذه العناصر والتي تم تدريبهم وتسليحهم وصرف مرتبات شهرية من المليشيات للملتحقين بهذا اللواء المتموضع في مرخة العليا شعب السلمين ونقاق وغيرها.
وفي اتجاه ابين قامت المليشيات باستقطاب وتجنيد العديد من العناصر من أبناء مديريات ابين ونقلهم إلى معسكر استحدثته في غول آل بركان مكيراس بالإضافة إلى معسكر آخر في منطقة رداع البيضاء لتلقي دورات طائفية سياسية وعسكرية وإعادة نشرهم على حدود المحافظة المحلحل، مكيراس ثرة باتجاه مديرية لودر وجيشان محافظة أبين حسب المصادر.
في ذات السياق، استحدثت المليشيات مواقع عسكرية في مناطق الحشاء باتجاه الضالع منها مواقع منصات صورايخ وطيران مسير في قلعة صفصاف وقلعة شرح بمديرية الحشاء ومواقع في جبهة بتار ومنطقة بيت الشوكي جبل السوداء بمديرية قعطبة وكذا منصة في دمت بالإضافة إلى إدخال قاعدة صاروخية إلى مديرية نعمان البيضاء باتجاه محافظة شبوة.
