
كتب/عادل العبيدي
ما الذي يريده محسن شائع الزنداني من استباقه أي اتفاق صريح بين القوى السياسية المتصارعة الجنوبية واليمنية في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بتصريحات ضد الجنوب وقضيته؟ فهذا الزنداني لم يكن له أي دور نضالي إيجابي لا من قريب ولا من بعيد في القضية الجنوبية، ولم تكن تهمه أصلاً القضية الجنوبية خلال مسيرات نضال الحراك السلمي الجنوبي أو خلال المواجهات العسكرية الجنوبية ضد المليشيات الحوثية العفاشية.
تصريحه أنه يتحدث عن شراكة وطنية من خلالها يتم السعي لمعالجة كل قضايا اليمنيين بمختلف أطرافها دون وجود مقترحات فعلية لحل الدولتين في اليمن، يتحدث كما لو أنه قد كان هناك اتفاق سياسي نهائي قد تمت الموافقة عليه من كل القوى السياسية المتصارعة بمن فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا ما تم نفيه في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استنكر تلك التصريحات السياسية واعتبرها تصريحات مسيئة للقضية الجنوبية.
إن تصريحاته تلك تنم عن خبث شديد يكنه ضد القضية الجنوبية التحررية، غير مدرك ولا مقدر حجم التضحيات الجسام من الشهداء والجرحى التي قدمها شعب الجنوب في سبيل استعادة دولة الجنوب المستقلة، كما أراد بها إحباط معنويات شعب الجنوب النضالية التي ما زالت مستعرة وعلى أشدها، خاصة والاستعدادات جارية على قدم وساق للاحتفال الشعبي الجنوبي المليوني الذي دعا إليه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بمناسبة عيد الـ30 من نوفمبر والمحدد إقامته في العاصمة الجنوبية عدن.
شائع الزنداني يعلم أيما علم أن فشل التوصل إلى تسويات سياسية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن كانت بسبب تهميش وإقصاء القضية الجنوبية في التفاهمات والمفاوضات السابقة وأيضاً بسبب قوة تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بخيار استعادة دولة الجنوب المستقلة كحق أصيل ومشروع لا يقبل المساومة في أي تفاهمات أو مفاوضات سياسية قادمة.
مهما كانت أهداف ومقاصد شائع الزنداني بتصريحاته المسيئة للقضية الجنوبية، إلا أنه لن يفلح في إضعاف موقف المجلس الانتقالي في أي مفاوضات سياسية قادمة ، ولن يستطيع إضعاف حاضنته الشعبية الجنوبية أو شرخ وحدة الصف الجنوبي.
عادل العبيدي