اللواء الخامس دعم وإسناد.. مدرسة الجندية الراقية وركيزة الجيش الجنوبي الحديث

اللواء الخامس دعم وإسناد.. مدرسة الجندية الراقية وركيزة الجيش الجنوبي الحديث

اللواء الخامس دعم وإسناد.. مدرسة الجندية الراقية وركيزة الجيش الجنوبي الحديث
2025-10-18 20:45:31
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

 الملازم أول / حسان قايد

في زمن تتسابق فيه الجيوش نحو التحديث والاحتراف، يسطع اسم اللواء الخامس دعم وإسناد بقيادة العميد مختار النوبي كأحد أبرز النماذج العسكرية التي استطاعت أن تجمع بين الانضباط والابتكار، وبين روح الجندية الأصيلة وعقلية الإدارة الحديثة.
فما لمسناه خلال دورتنا التدريبية في هذا الصرح العسكري المهيب يؤكد أن اللواء الخامس لا يمثل مجرد وحدة قتالية فحسب، بل مدرسة متكاملة للجندية الجنوبية الحديثة.

يُدهشك هذا اللواء منذ اللحظة الأولى بدقّة تنظيمه وانضباط هيكليته القيادية التي تكشف عن تخطيط استراتيجي عميق يليق بجيوش محترفة. 
فكل إدارة تؤدي مهامها بانسجام تام، وكل ضابط يعرف موقعه ومسؤولياته دون ارتباك أو ازدواجية. هذه البنية المحكمة ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج رؤية قيادية واعية تعمل وفق مبادئ واضحة واستراتيجية بعيدة المدى، جعلت من الانضباط ثقافةً يومية وليست مجرد تعليمات عابرة.

في اللواء الخامس، تُدار الطاقات البشرية بعقليةٍ حديثة تؤمن أن الجندية لا تقوم على العدد بل على الكفاءة. 
فلكل فرد موقع يليق بقدراته، ولكل موهبة مساحة تنمو فيها وتثمر.
هنا تُكتشف المواهب ولا تُهمل، وتُصقل القدرات لتتحول إلى قوة نوعية تخدم الوطن الجنوبي.
لقد أثبت هذا اللواء أنه لا يترك طاقة بلا توظيف، ولا مهارة بلا تطوير، حتى بات أشبه بصيّاد ماهر يرصد الموهبة من بعيد ويحتضنها قبل أن تذبل.

سر تميز هذا اللواء لا يكمن فقط في كفاءته، بل في قيمه الأخلاقية الرفيعة التي تُغرس في نفوس أفراده منذ اليوم الأول،فالجندي هنا يتعلم أن الشجاعة لا تكتمل إلا بالأخلاق، وأن حمل السلاح لا يكتسب معناه إلا حين يُضبط بسلوك راقٍ وانضباط داخلي.
الأخلاق في اللواء الخامس ليست شعاراً يُرفع، بل منهج حياة وسلوك دائم يترسخ من أدنى الرتب إلى أعلى القيادات.

لقد أعاد اللواء الخامس الحياة إلى منظومة القيم العسكرية التي كادت أن تندثر في زمن الارتجال، فاحترام الرتب وتقدير الأقدمية والالتزام بالانضباط ليست مجرد بروتوكولات، بل جزء من هوية الجندي الجنوبي الحقيقي. 
هذا الإحياء لتقاليد المؤسسة العسكرية أعاد للجيش الجنوبي هيبته وتوازنه الداخلي، ورسّخ ثقافة الاحترام المتبادل التي تُنتج بيئة صلبة ومتماسكة.

لا يمكن الحديث عن هذا اللواء دون التوقف عند طاقمه التدريبي المتميز، الذي يجمع بين الخبرة الميدانية والمعرفة الأكاديمية الحديثة. فهؤلاء المدربون ليسوا مجرد ناقلين للمعلومات، بل مهندسو وعيٍ عسكري يصنعون القادة ويطوّرون القدرات بأساليب علمية متقدمة، مستخدمين أحدث الوسائل التدريبية وأكثرها فاعلية.

إن تجربة اللواء الخامس دعم وإسناد ليست مجرد نموذج عسكري ناجح، بل رسالة إصلاحية ملهمة في طريق بناء جيش جنوبي حديث، قوي في ميدانه، راقٍ في أخلاقه، منضبط في سلوكه، ومخلص لقضيته.

لقد خرجنا من هذا اللواء ونحن نحمل قناعة راسخة بأننا أمام مؤسسة تستحق أن تُعمم تجربتها في كل وحدات الجيش الجنوبي، لأنها جمعت بين الصرامة والانضباط، وبين الإنسانية والاحتراف.

في الختام كل التحية والإجلال للواء الخامس دعم وإسناد
سنظل نحمل في ذاكرتنا صورةً مضيئة عن هذا اللواء الذي أثبت أن الجندية ليست مهنة فقط، بل رسالة شرفٍ وانتماءٍ للوطن.