14 أكتوبر .. ثورة متجددة في كل ميادين النضال الجنوبي من المهرة إلى باب المندب

14 أكتوبر .. ثورة متجددة في كل ميادين النضال الجنوبي من المهرة إلى باب المندب

14 أكتوبر .. ثورة متجددة في كل ميادين النضال الجنوبي من المهرة إلى باب المندب
2025-10-13 18:18:43
صوت المقاومة الجنوبية/ خاص

 

 

كتب| د. عبدالله المعسلة

لم تكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 مجرد انتفاضة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت ولادة جديدة للهوية الوطنية الجنوبية، وتجسيدًا لإرادة شعبٍ رفض الخضوع وكتب بدمائه فجر الحرية والسيادة. واليوم، بعد أكثر من ستة عقود، ما زال الجنوبيون يستلهمون من تلك الثورة روح الصمود والتحدي، مؤكدين أن أكتوبر ليست حدثًا من الماضي، بل ثورة متجددة في كل ميادين النضال على امتداد الجنوب العربي من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.

فأكتوبر هو الذاكرة التي لا تموت
حيث  تستعيد الذاكرة الجمعية للجنوبيين تلك اللحظة التي انطلقت فيها شرارة الكفاح من جبال ردفان، بقيادة  المناضل الصلب راجح لبوزة  وثلة من الرجال الذين آمنوا  بأن لا كرامة لأمةٍ ترضى بالاحتلال. تلك الثورة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل مشروع وطني متكامل هدفه التحرير وبناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة. وقد تمخض عن تلك الثورة العظيمة ولادة دولة جنوبية مستقلة وعاصمتها عدن ملأت سمع العالم وبصره واختفت نتيجة لطموحات قومية غير محسوبة النتائج. 
واليوم، يواجه الجنوب تحديات كبيرة تتطلب وحدة الصف والإرادة السياسية لإكمال مشوار التحرير الثاني، بعد أن تبددت أحلام الشراكة  التي تحولت إلى عبء سياسي واقتصادي وثقافي على الجنوب وشعبه.

وفي كل مرحلة من المراحل لابد أن يبرز قادة كبار يقودون الأمة الجنوبية بكل قوة وصبر لاستعادة كرامتها ومكانتها.
حيث برز  الرئيس القائد  عيدروس قاسم الزبيدي بوصفه رمزًا وطنيًا جنوبيًا حمل على عاتقه مهمة استعادة الدولة الجنوبية، مستلهمًا روح الثورة الأكتوبرية الأولى  في كل خطوة من مسيرته النضالية. فمن ميادين المقاومة في الضالع إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، جسّد الزبيدي نهجًا وطنيًا ثابتًا يقوم على الدفاع عن قضية شعب الجنوب سياسيًا وعسكريًا، في الداخل والخارج. 
لقد أثبت الرئيس الزبيدي أن النضال الجنوبي المعاصر ليس مجرد حنين إلى الماضي، بل هو استمرار واقعي لتلك الثورة العظيمة التي لم تخمد جذوتها، بل تحولت إلى مشروع وطني حديث يسعى إلى تحقيق الاستقلال الثاني للجنوب العربي، عبر العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري المنظم.