في زمن تتغيّر فيه أدوات الحروب، ويصبح الإعلام ساحةً رئيسية للصراع، يخوض الجنوب واحدة من أشرس معارك الوعي، مواجهةً شرسة مع حملات تضليل ممنهجة، تستهدف نزع الثقة بين الشعب الجنوبي وقواته المسلحة والأمنية، عبر بث الإشاعات والمعلومات المفبركة.
جهات معادية، اعتادت الفشل في ميادين المواجهة، لجأت إلى منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي، لتخوض معركة عبثية، تراهن فيها على تفكيك تلاحم الجبهة الجنوبية الداخلية،لكنها، ورغم تعدد أساليبها ومحاولاتها، تصطدم بجدار الوعي الشعبي الجنوبي الذي أثبت مرارًا أنه أقوى من كل حملات التشويه والتشكيك.
"الإعلام الزائف.. ومشروع الجنوب المستهدف"
اللافت في هذه الحملات، كما يؤكد مراقبون، أنها لا تستهدف شخصيات أو مؤسسات بعينها، بل تتعمد النيل من المشروع الوطني الجنوبي برمّته،حيث تُركّز على محاولات متكررة لتشويه صورة القوات المسلحة الجنوبية، وضرب مكانتها في قلوب المواطنين، لكونها الركيزة الصلبة التي يستند إليها الجنوب في حاضره ومستقبله.
لكنّ الواقع مغاير لما تروّج له تلك الجهات، إذ أن كل موجة تضليل، تُقابل بردة فعل جنوبية واعية وموحّدة، تعزز من الثقة بالمؤسسة العسكرية، وتؤكد أن الشعب يقف بقوة خلف جنوده البواسل الذين يذودون عن الأرض والعِرض، ويواجهون الإرهاب والجريمة في كل الميادين بثبات لا يلين.
"الإعلام الجنوبي .. سلاح قوي يفضح زيف الأعداء "
ولم يكن الرد الشعبي محصورًا في الوعي الفردي أو المجتمعي، بل تجسّد في حملة إعلامية واسعة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا تحت وسم #حماة_الجنوب_ضد_التضليل، شارك فيها إعلاميون جنوبيون ونشطاء ومواطنون، ونجحت في تصدّر الترند على منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
الحملة لم تكن مجرد رد فعل، بل مبادرة مدروسة ومنظمة، فضحت زيف الحملات المغرضة، وقدمت صورة واضحة للرأي العام عن حجم التضليل الذي يُمارَس ضد القوات المسلحة الجنوبية، وأظهرت مدى نضج الإعلام الجنوبي وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص لتقوية الصف الوطني وتعزيز جبهة الوعي.
"شعب الجنوب.. بات أكثر تماسكًا واصطفافًا خلف قيادته وقواته المسلحة"
وفي هذا السياق، علّق المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب، على ما يجري من حملات إعلامية، مؤكدًا أن ما تتعرض له القوات المسلحة والأمن الجنوبي من حملات تضليلية ممنهجة ما هو إلا محاولات يائسة وفاشلة لضرب الثقة الراسخة بين الشعب وقواته.
وقال النقيب:“نحن اليوم في قلب معترك الوعي، نواجه فيه حملات تضليل إعلامي معادية ومفلسة، تسعى بشكل متكرر ويائس إلى زعزعة الثقة المتينة بين شعب الجنوب وقواته الأمنية الباسلة، عبر إشاعات تحريضية زائفة.”
وأضاف:“هذه الحملات، رغم تعدد أدواتها، تظل بلا أثر لأنها ببساطة عبارة عن كتلة من الأكاذيب المفضوحة، وهي لا تستهدف أفرادًا أو مؤسسات، بل تسعى لضرب المشروع الوطني الجنوبي نفسه عبر التحريض على أهم ركائزه وأقوى ضمانات انتصاره: قواتنا المسلحة والأمن الجنوبي وقادتها الأبطال.”
وتابع بالقول:“شعب الجنوب بوعيه الراسخ وإدراكه لخطر هذه السموم الإعلامية، بات أكثر تماسكًا واصطفافًا خلف قيادته وقواته المسلحة، التي أثبتت في كل موقف أنها الحصن الحامي لهذا الوطن.”
وختم النقيب تصريحه برسالة واضحة:“الرد الحقيقي على حملات الزيف لا يكون بالكلمات فقط، بل بالمواقف، بتعزيز الاصطفاف الوطني، وبالثقة الثابتة برجالنا في ميادين الشرف، الذين يحرسون حدود الوطن، ويواجهون الإرهاب بكل شموخ وثبات، وبتضحياتهم يفتحون للجنوب دروب الوعي .