أطلق ناشطون وسياسيون جنوبيون، عصر يوم الإثنين، حملة رقمية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #تحركات_الجاليه_الجنوبيه_بامريكا، بالتزامن مع انطلاق أول فعالية وطنية للجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُقام في العاصمة واشنطن خلال الفترة من 16 إلى 18 يونيو الجاري، تحت شعار “أيام مناصرة شعب الجنوب”.
وأكد منظمو الحملة أهمية هذه الفعالية التي تُعد الأولى من نوعها، بمشاركة نخبة من رؤساء وناشطي الجاليات الجنوبية المنتشرين في مختلف الولايات الأمريكية، مشيرين إلى أن واشنطن باتت على موعد مع تحرك سياسي وشعبي يحمل طابعًا مؤسسيًا يعكس صوت الجنوب ومطالبه المشروعة.
"برنامج مناصرة مدروس ومكثف"
يهدف البرنامج إلى إيصال معاناة شعب الجنوب إلى صُنّاع القرار في الكونغرس والإدارة الأمريكية، من خلال سلسلة لقاءات رسمية مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية، ولجان مختصة بالشؤون الخارجية، وحقوق الإنسان، والمساعدات.
ويشمل البرنامج ثلاثة أيام رئيسية:
15 يونيو: وصول المشاركين من مختلف الولايات الأمريكية إلى واشنطن للتحضير والتهيئة،16 يونيو: يوم تدريب ومحاكاة، يتضمن ورش عمل لفهم آليات التأثير على السياسات الأمريكية، وتدريبات على العمل التشريعي، إلى جانب محاكاة للقاءات الرسمية (Mock Meetings).17 و18 يونيو: لقاءات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين في مباني الكونغرس والخارجية، لطرح قضايا الجنوب ومطالب الجالية الجنوبية.
"أهداف الفعالية ومحاور المناصرة"
أوضح المشاركون أن الفعالية الوطنية تهدف إلى:
• إيصال صوت الجنوبيين إلى المؤسسات الفيدرالية الأمريكية.
• توضيح معاناة الشعب الجنوبي في عدن وباقي محافظات الجنوب.
• المطالبة بإنهاء الحرب ومكافحة الإرهاب.
• الدعوة إلى السلام العادل الذي يكفل للجنوب حق تقرير مصيره واستعادة دولته.
وأكد المشاركون أن التحرك يسعى لتعزيز الشراكة الأمنية والتنموية بين الجنوب والولايات المتحدة، مشددين على أن الجنوب يمثل أهمية استراتيجية كبرى نظرًا لموقعه الجغرافي على مضيق باب المندب، وامتلاكه ثروات نفطية ومعدنية وأراضي زراعية وسواحل واعدة.
"مطالب واضحة وصوت سياسي موحد"
وسيطالب وفد الجاليات الجنوبية خلال لقاءاته الرسمية بما يلي:
• فرض عقوبات مركزة على قادة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
• تعزيز التنسيق مع الشركاء الإقليميين لوقف إمدادات الحوثيين.
• إدراج اشتراطات في قانون الاعتمادات الفيدرالي تطالب الخارجية الأمريكية بتقارير دورية عن الجهود المتعلقة بأمن الجنوب.
• تقديم دعم فني وتقني لتعزيز قدرات المؤسسات الخدمية في الجنوب.
• حماية الهوية الدينية والثقافية للجنوب في ظل محاولات الطمس والتهميش.
كما سيُبرز الوفد أهمية دعم الجهود الإنسانية، في ظل تدفق النازحين إلى الجنوب ونقص المساعدات، داعيًا إلى ضمان استثناءات إنسانية فعالة في التعامل مع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وتمويل مشاريع إغاثية مستدامة.
"الجنوب.. شريك استراتيجي في الأمن والتنمية"
شدد المنظمون على أن الجنوب اليوم يُمثل شريكًا موثوقًا في مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن القوات الجنوبية أثبتت كفاءتها في مواجهة تهديدات الحوثيين وضمان أمن الملاحة الدولية.
كما نوهوا بالدور المحوري للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في ترسيخ الأمن والاستقرار، وإرساء نموذج فاعل للحكم المحلي رغم التحديات.
"محطة مفصلية في مسيرة الجالية الجنوبية"
اعتبر الناشطون الجنوبيون في أمريكا أن هذه الفعالية تمثل لحظة فارقة، حيث تنتقل جهود الجالية من العمل المجتمعي إلى التأثير المؤسسي المنظم، بما يُحدث فارقًا حقيقيًا في السياسات الأمريكية تجاه قضية الجنوب.
كما دعوا وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى التفاعل الجاد مع هذه الفعالية التاريخية، وتوثيقها بالشكل الذي يليق بقضية شعب الجنوب العادلة، وبصوت الجالية الجنوبية في المهجر، الذي يتحدث اليوم بلغة الحكمة والإصرار.
"خلفية سياسية وتاريخية"
وسيتضمن برنامج المناصرة تذكير صُنّاع القرار بأن الجنوب كان دولة مستقلة حتى العام 1990م، حين وقع اتفاق وحدة طوعية مع الشمال، لكن الوحدة تحوّلت لاحقًا إلى احتلال قسري بعد حربين شنهما الشمال عامي 1994 و2015، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن.
وأكد الوفد أن الجنوب واجه منذ ذلك الحين حملات تهميش وإقصاء سياسي ووظيفي، لكنه ظل صامدًا، واستطاع صد الحوثيين والتعاون مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن الجنوب اليوم يسير بثبات نحو استعادة دولته الفيدرالية المستقلة، وشراكته الفاعلة مع المجتمع الدولي.
وفي الختام، دعا الناشطون والسياسيون الجنوبيون كافة رواد منصات التواصل إلى التفاعل النشط مع وسم #تحركات_الجاليه_الجنوبيه_بامريكا، لدعم جهود الجالية في إيصال صوت الجنوب إلى العالم.