في محافظة لحج، عقَد اجتماع استثنائي وحيوي لأعضاء نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، بحضور نقيب النقابة الأستاذ عيدروس باحشوان، والأستاذ نصر باغريب، والدكتور علي الخلاقي، في خطوة تعكس يقظة الكوادر الإعلامية الجنوبية واستشعارها لحجم المسؤولية الوطنية والمهنية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الجنوب.
ويأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز الدور الإعلامي الجنوبي، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المهنية، وترسيخ مبادئ حرية الصحافة والعمل الإعلامي المسؤول في الجنوب، وذلك في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى صوت إعلامي جنوبي موحد، قادر على مواكبة المتغيرات والدفاع عن الحقيقة..
هذا اللقاء النوعي لا يندرج ضمن إطار الاجتماعات الروتينية، بل يمثل انطلاقة جديدة نحو ترسيخ العمل النقابي المؤسسي، وتفعيل دور النقابة في الدفاع عن حقوق الصحفيين، وخلق مساحة حقيقية لحرية الرأي والتعبير. وهو ما تجلى بوضوح في النقاشات الصريحة التي طغت على الاجتماع، حيث احتلت قضية احترام حرية الصحافة موقع الصدارة، بوصفها حجر الأساس في أي مشروع إعلامي حر، ونقطة الانطلاق نحو بناء مجتمع ديمقراطي سليم.
إن حضور شخصيات مرموقة في المشهد الإعلامي والفكري الجنوبي كالأستاذ نصر باغريب والدكتور علي الخلاقي، إلى جانب النقيب عيدروس باحشوان، قد أضفى على الاجتماع بعدًا استثنائيًا، لما يحملونه من تجارب ثرية ورؤى عميقة، قادرة على رسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها الكرامة المهنية والسيادة الإعلامية الجنوبية.
لقد جاء هذا الاجتماع ليؤكد أن الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لن يكونوا مجرد شهود على الأحداث، بل هم فاعلون في صياغتها، وحملة رسالة وطنية لا تقبل المساومة. هو موقف يعكس الإصرار الجماعي على بناء إعلام حر، صادق، ومؤثر، يكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن الحقيقة، وكشف الانتهاكات، والتصدي لحملات التضليل والتهميش.
الرسالة واضحة: لا تنازل عن حرية الصحافة، ولا تراجع عن حق الجنوب في امتلاك منابر إعلامية تعبّر عن تطلعاته، وتُجسد قضاياه، وتحمل صوته إلى كل مكان. ما يحدث في لحج اليوم ليس مجرد اجتماع، بل هو إعلان صريح عن ولادة مرحلة إعلامية جنوبية أكثر نضجًا، وأكثر جرأة، وأكثر استعدادًا للعب دورها التاريخي دون خوف أو خضوع