تلاحم الجنوبيين .. حجر زاوية في كسر المؤامرات (تقرير)

تلاحم الجنوبيين .. حجر زاوية في كسر المؤامرات (تقرير)

تلاحم الجنوبيين .. حجر زاوية في كسر المؤامرات (تقرير)
2025-03-12 00:46:24
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

 

يشهد الجنوب تحولات سياسية واجتماعية ودينية معقدة حيث تنسج خيوط مؤامرة متعددة الأوجه تهدف إلى إضعاف الهوية الجنوبية وتشتيت جهود الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة، هذا المخطط لا يقتصر على جانب واحد بل يتشعب عبر أدوات متعددة منها حرب الخدمات واستغلال الدين وإنشاء جماعات ومراكز دينية مضللة وغيرها من الوسائل التي تسعى إلى تشويه صورة القضية الجنوبية وتحريف أهدافها.

"حرب الخدمات"

وتعد إحدى الأدوات الرئيسية في هذا المخطط ما يعرف بـ "حرب الخدمات" وهي استراتيجية تهدف إلى إفقار الجنوب وتدمير بنيته التحتية من خلال حرمانه من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم يتم استخدام هذا التدهور المعيشي كأداة لتأليب الشعب الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يصور على أنه المسؤول عن تردي الأوضاع وفي الواقع هذه الحرب ليست سوى جزء من مخطط أوسع يهدف إلى إضعاف الثقة بين الشعب الجنوبي وقادته وبالتالي تقويض أي جهود جادة لاستعادة الدولة الجنوبية من خلال خلق حالة من الإحباط واليأس يتم تحويل غضب الشعب بعيدا عن الجهات الفعلية المسؤولة عن تدهور الأوضاع وهي القوى الخارجية والميليشيات التي تسيطر على الموارد وتعيق تقدم الجنوب.

 


ورغم الحصار الخانق والمتزايد بالأزمات والتحديات التي تتفاقم يومًا بعد يوم، يظل الجنوب والعاصمة عدن عصية على الانكسار، شامخة كجبلٍ لا تهزه الرياح، مستقبلةً شهر رمضان بكل ما يحمله من نفحات إيمانية ورسائل صمود وتكاتف شعبي، يعكس روح الجنوب الأبية.


"المواطن الجنوبي.. بين المعاناة والثبات على الموقف"

ويرى محللون، ان حجم الضغوط التي يتم تصديرها للعاصمة عدن ليس مجرد أزمات عابرة، بل سياسات ممنهجة تهدف إلى إغراق المدينة في دوامة الفوضى، ضمن حرب العقاب الجماعي التي تُمارَس ضد الجنوب، من خلال تعقيد المشهد المعيشي وتغذية الانفلات الأمني وخلق حالة من عدم الاستقرار، في محاولة بائسة للنيل من إرادة شعبها.

إلا أن المشهد في عدن لا يُقرأ فقط من زاوية المعاناة، بل يُترجم على أرض الواقع بصورة أخرى مغايرة تمامًا، حيث الصمود الشعبي الذي يحوّل كل التحديات إلى وقودٍ يزيد من لهيب النضال الجنوبي، ويعزز روح المقاومة في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد المدينة.

 

ومع حلول شهر رمضان، يزداد الضغط على المواطن الجنوبي الذي يعاني من تفاقم الأزمات المعيشية، لا سيما في ظل انهيار الخدمات الأساسية، من الكهرباء والمياه وصولًا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي عوامل تتعمد قوى معادية تغذيتها بشكل ممنهج بهدف إنهاك الجنوب وإضعافه، إلا أن شهر الصيام، الذي يُعد موسمًا للتلاحم والتكافل، كشف عن وجهٍ آخر لعدن، حيث مشاهد التكاتف الاجتماعي تتزايد، وحملات الإغاثة والمبادرات الإنسانية تتسع رقعتها، ما يعكس الروح الوطنية الجنوبية التي لا تنكسر أمام محاولات التركيع.

"عزيمة شعب لاتُهزم"

ووسط هذه الأزمات، يبرز التفافٌ شعبيٌ متزايد حول المجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه الحامل السياسي لقضية الجنوب والمدافع الأول عن تطلعاته، سواء من خلال العمل على تحسين الظروف المعيشية، أو بمواصلة المسار التحرري حتى تحقيق استعادة الدولة.

وطبقا لمراقبون، فان حجم التحديات لم يضعف أو يوهن من عزيمة الجنوبيين، بل زادهم إصرارًا على الثبات، في رسالة واضحة بأن محاولات إضعاف الجنوب لن تمر، وأن عدن ستبقى رمزًا للصمود والنضال في مواجهة كل مشاريع الفوضى التي تستهدف كسر إرادة شعبها.

"جنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى"

ومن خلال قراءة المشهد العام، يتضح أن الجنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى، فالممارسات العدائية لم تنجح في تحقيق أهدافها، بل جاءت بنتائج عكسية عززت روح المقاومة وزادت من وعي الشارع بحجم المخططات التي تستهدف مستقبله،  وتبقى عدن، كواجهة حضارية جنوبية، ستظل حجر الزاوية في معركة التحرر، ورمزًا شامخًا للصمود، مهما اشتدت الأزمات وتكاثفت المؤامرات،فشعب الجنوب قرر السير نحو استعادة دولته المستقلة، مدركًا أن طريق الحرية قد يكون شاقًا، لكنه حتميٌ ولا رجعة فيه.