يمر الجنوب بمرحلة حرجة تتعاظم فيها المؤامرات التي تستهدف ثرواته النفطية، خاصة في محافظتي حضرموت وشبوة، هذه الثروات التي تمثل ركيزة الاقتصاد الوطني والجنوبي على وجه الخصوص، باتت هدفاً لمتنفذين يسعون للهيمنة عليها عبر شركات خاصة وخصخصة القطاعات الوطنية، ما ينذر بكارثة اقتصادية وإنسانية قد تعصف بآمال الجنوبيين في بناء دولتهم المستقلة.
ويعد الجنوب، بثرواته الطبيعية وموقعه الاستراتيجي، مطمعاً للعديد من القوى الداخلية والخارجية، حيث يشهد قطاع النفط معركة شرسة يقودها متنفذون من تعز، بعضهم يرتبط بشركات خاصة مثل وايكوم و إنتراكس تهدف إلى السيطرة على القطاعات النفطية في حضرموت وشبوة.
وتثبت الوقائع بان تلك المحاولات ليست مجرد استغلال اقتصادي، وإنما هي أداة لتعميق الانقسامات داخل الجنوب واستنزاف مقدراته،فبينما تسعى الشركات الوطنية للحفاظ على هذه القطاعات تحت مظلة الدولة، يعمل المتنفذون على خصخصتها، ما يعني تحويل الموارد العامة إلى أيدي فئة قليلة دون مراعاة حقوق الشعب الجنوبي ومستقبل اقتصاده.
"الجنوب.. منبع النفس الثوري المتقد"
وطبقاً لمراقبون، فمن المؤسف في هذه المعركة أن بعض الإعلاميين لا يعلمون هذه الكارثة الكبيرة فيتم استغلالهم دون إدراكهم لحجم الضرر الذي سيساهمون فيه إذا استحوذ هؤلاء على قطاعات النفط،حيث يتم توجيه هؤلاء الإعلاميين من قبل متنفذين وإعلاميي قوى سياسية من خارج الجنوب، خاصة من محافظة تعز، حيث يستخدمون الخطاب الإعلامي لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام الجنوبي.
وهذا الاستغلال الإعلامي يؤدي إلى محاولة زعزعة وحدة الصف الجنوبي، وإضعاف الجهود التي تسعى لحماية الثروات الوطنية،بعض الناشطين الذين يُفترض أن يكونون أداة للوعي والتنوير، يتحولون إلى أداة للاستغلال من المتنفذين دون علمهم أو التواصل مع الجهات المعنية والمختصة للسماع من الطرف الثاني، مما يعمّق الأزمة ويعرّض اقتصاد الجنوب ومستقبله للخطر.
"التدمير الممنهج لروافد الاقتصاد"
وبحسب خبراء فان الخصخصة العشوائية للقطاعات النفطية لا تعني فقط خسارة الإيرادات الوطنية، بل تعني أيضاً:
1. إفقار الدولة: ستعجز الحكومة عن توفير الإيرادات اللازمة لتلبية احتياجات الشعب الأساسية، مما يعمّق الأزمات الاقتصادية.
2. زيادة البطالة: خصخصة الشركات الوطنية ستؤدي إلى فقدان آلاف العمال لوظائفهم، خاصة أن الشركات الخاصة تسعى غالباً لتحقيق الربح على حساب العمالة المحلية.
3. إضعاف البنية التحتية: الشركات الوطنية تُدار بخطط طويلة الأمد تهدف إلى التنمية، بينما تهدف الشركات الخاصة إلى استغلال الموارد سريعاً دون مراعاة للتنمية المستدامة.
4. تضاؤل السيادة الاقتصادية: السيطرة المتنفذين أو الشركات الخاصة على الثروات الوطنية تعني فقدان الدولة لسيطرتها على مواردها، ما يعمق الفساد والتبعية الاقتصادية والسياسية.
"الجنوب في مواجهة مخططات قوى الإرهاب"
ومع تفاقم حجم الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب العربي فإن طبول الحرب تقرع بشكل واضح في مسار يتضمن تصعيدًا في استهداف الجنوب بشكل ملحوظ.
وتعمل قوى الإرهاب على إثارة حالة من التكالب ضد أمن الجنوب واستقراره، وتتضمن توجيه رسائل تهديد مباشرة حول العمل على استهداف منظومة الأمن والاستقرار بشكل مباشر.
وتتنوع مشاريع قوى الإرهاب بين استهدافه سياسيًّا وأمنيًّا ومعيشيًّا، ما يضاعف من حجم ودرجة التهديدات التي تلاحق الجنوبيين وتستهدف حقهم الأصيل في حياة آمنة ومستقرة.
ويجعل هذا الاستهداف الجنوبيين على أهبة الاستعداد للانخراط في مواجهة شاملة ضد قوى الشر اليمنية التي تتوسع في مؤامراتها وصنوف مخططاتها المشبوهة في عدوانها على الجنوب.
واستعداد الجنوب الدائم على الصعيد العسكري جزء من تقدير الموقف تجاه إرهاب القوى المعادية، لا سيما محاولاتها الشيطانية لإثارة حالة من التحايل على الساحة لتجد مسارًا للتوسع في استهداف الجنوب.
واعتاد الجنوب في الفترات الماضية، على تحطيم المؤامرات المشبوهة المثارة من القوى المعادية، ومن ثم سيواصل السير على النهج نفسه لتقويض تلك المخططات الشيطانية.
وتنير تاريخ الجنوب الكثير من الانتصارات على المؤامرات سواء أمنيًّا أو اقتصاديًّا أو مجتمعيًّا أو سياسيًّا، ومن ثم سيكون هذا هو المسار الذي سيقوده الجنوب العربي لمواجهة أي مخططات مشبوهة.