شهد محافظ حضرموت، رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم بالمكلا؛ حفل تخرج دورة الاستجداد ألـ١٢، بلواء النخبة الحضرمي، التابع للمنطقة العسكرية الثانية، والتي أطلق عليها "دفعة الشهيد البطل سعيد عبدالله بارجاش"، بحضور رئيس أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية، العميد محمد عمر اليميني، ووكلاء المحافظة، والقيادات العسكرية والأمنية، ورؤساء الشُعب وقادة الألوية والوحدات العسكرية بالمنطقة العسكرية الثانية.
وخلال حفل تخرج الدورة التي ضمت ٤٠٣ جندي مستجد؛ ألقى المحافظ "بن ماضي" كلمة نقل في مستهلها تحيات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس، وتهانيهم بمناسبة تخرج هذه الدفعة التي تُضاف لقوام قوات النخبة الحضرمية التي أثبتت كفاءتها ونالت ثقة وفخر واعتزاز القيادة السياسية وأبناء حضرموت والوطن كافة، وحققت نجاحات متواصلة في مستوى الانضباط والالتزام العسكري وحفظ الأمن والاستقرار.
كما حيّا محافظ حضرموت في كلمته الخريجين، مشيراً إلى أن الاحتفال بتخريج دفع جديدة يعد ثمرة من ثمار منجزات قوات النخبة الحضرمية ونجاحاتها في ميدان البناء العسكري والتحوّل النوعي الذي تشهده المؤسسة العسكرية وهيكلتها على أسس وطنية وعلمية عسكرية حديثة، معربًا عن الشكر لكل من بذل جهداً في سبيل إعداد وتأهيل الخريجين وإيصالهم إلى ما وصلوا إليه من الإعداد والتأهيل العسكري، داعياً الخريجين إلى أن يكونوا عنوان الانضباط بما يضمن بناء قوات مسلحة مدربة ومؤهلة تمتلك القدرة والكفاءة على تنفيذ كافة المهام وفي مختلف الظروف.
واختتم رئيس اللجنة الأمنية كلمته؛ بتهنئة الخريجين، داعيًا إياهم الى الفخر لنيلهم شرف تمثيل جيش النخبة الحضرمي، ومجدّدًا الشكر إلى الضباط والأساتذة المدرّبين، وللجهود الكبيرة والتدخلات المستمرة للأشقاء في قيادة التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، اللتان امتزجت دماء شهدائهم بدماء شهدائنا في حرب التحرير من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وما تلاها من عمليات تطهيرٍ وحفظٍ للأمن والاستقرار والتدريب المستمر ودعم المؤسسة العسكرية والأمنية.
بدوره استعرض رئيس شعبة التدريب بالمنطقة العسكرية الثانية، العميد ناصر سالم الذيباني؛ خطط التدريب والتأهيل لبناء قوات النخبة الحضرمية وتأهيلها للدفاع عن مكتسبات حضرموت والوطن، مشيرًا إلى أن ميدان التدريب يعدّ الركيزة الأساسية للنصر والضبط والربط العسكري.
وأكد العميد "الذيباني" على اهتمام قيادة المنطقة العسكرية الثانية، ممثلة بقائد المنطقة، اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، بالتدريب المستمر، والتخصص العسكري النوعي لمنتسبي المنطقة العسكرية الثانية، مما يبقي قواتها على أعلى درجات الجاهزية والاستعداد للدفاع عن حضرموت أرضاً وإنساناً.
مشيداً بالتطور الذي شهده منتسبيها بعد الدورة، وشاكرًا كل من أسهم في إنجاحها، من قادة ومدربين، أثمرت اسهاماتهم في تخرج ٤٠٣ جندي مؤهل التأهيل العسكري اللازم للدفاع عن حضرموت.
بينما تحدث قائد لواء النخبة الحضرمي، العقيد الركن سالم عوض النموري؛ عن جُملة الدورات التدريبية التي انطلقت من ميدان الشرف "ميدان الفيصل لتطهير حضرموت وتعزيز أمنها، مترحمًا على الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل العزة والكرامة، ومنهم السعيد البطل "سعيد عبدالله بارجاش"، الذي سميت الدورة ألـ١٢ بإسمه، والذي قُتل غدرًا وهو يؤدّي واجبه الوطني في حفظ أمن وسكينة المواطنين.
مستعرضًا التدريبات النظرية والعملية التي تلقاها الخريجون في فنون استخدام جميع أنواع الأسلحة والتدريب العسكري، مشيرًا إلى أن هذه القوة تعد رافدًا لقوات النخبة الحضرمية صمّام حضرموت ودرعها الحصين، شاكرًا دعم ومساندة السلطة المحلية وقيادة التحالف العربي لتعزيز ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في حضرموت.
وجدّدت كلمة الخريجين؛ التي ألقاها الجندي أبوبكر شملول، عهد الرجال الأوفياء على تجسيد القسم العسكري وشرف الانتماء في الواقع العملي للقوات المسلحة وبكل ما يعزز انضباطها ويقظة منتسبيها، موكدًا أن الخريجين سيجسدون القيم والمثل الوطنية والأخلاقية العظيمة التي اكتسبوها وتقديم أروع الأمثلة في القدوة الحسنة والانضباط والضبط والربط العسكري وحفظ أمن حضرموت والوطن، وعبرت الكلمة عن معاني الوفاء والشكر للجنة الأمنية بالمحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الثانية على ما بذلوه من جهود لإنجاح هذه الدورة، مؤكدًا الحرص على نقل كل العلوم والمهارات والمعارف العسكرية التي تلقاها الخريجون إلى الواقع العملي في كافة الوحدات العسكرية.
وخلال الحفل؛ قدّم الخريجون في ساحة "ميدان الفيصل" الذي تعلوه عبارة شامخة ترمز إلى وحدة الجيش والمواطن (حضرموت أرض واحدة .. وقوة واحدة .. وقيادة واحدة)، قدّموا عرضاً عسكرياً جسّدوا فيه مهاراتهم العسكرية وقوة تدريبهم وانضباطهم القتالي وروحهم المعنوية العالية، مستعرضين لوحة لعيد الاستقلال المجيد 30 نوفمبر، ولوحات تعبر عن روح التجديد والتعزيز للقوات المسلحة والتي تُعد الدماء الجديدة للشباب أبرز ملامح مستقبلها القادم.
كما قدّم الخريجون استعراضات لبعض فنون القتال ومهارات الميدان والانتقال من تشكيل لآخر جسدوا خلالها الولاء لله ثم لحضرموت والوطن، وتم استعراض انشاء نقطة عسكرية مستحدثة، تم خلالها سرعة التعامل من قوات النخبة بكل شجاعة وإقدام ومهارة قتالية مع عصابة إرهابية تُحاول التسلل لتنفيذ أهداف إجرامية.
وفي ختام الحفل؛ تم تكريم أوائل الدفعة ألـ 12 استجداد، وسط ميدان شهد أعناقًا مُشرئبة وقلوبًا متوحّدة، مجدّدةً العهد أن قوات النخبة ستظل صمام أمن حضرموت ودرعها الحصين.