الذكرى السابعة والخمسون للاستقلال المجيد

الذكرى السابعة والخمسون للاستقلال المجيد

الذكرى السابعة والخمسون للاستقلال المجيد
2024-11-29 23:23:34
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

كتب/ غسان العقوري

في الثلاثين من نوفمبر من العام 1967، تحقق الحلم الجنوبي الذي كان يداعب مخيلة الأحرار والمناضلين لعقود طويلة، إذ نال الجنوب العربي  استقلالة الكامل عن الاحتلال البريطاني الذي دام لأكثر من 129 عامًا. 
كانت هذه اللحظة التاريخية نقطة تحول في تاريخ المنطقة، حيث أعلن عن ولادة دولة جنوبية مستقلة .

*أهمية الاستقلال حينها*

جاء استقلال الجنوب بعد سنوات من الكفاح والنضال المسلح والسياسي الذي قاده رجال ونساء أخلصوا لقضيتهم ووطنهم. مثلت هذه اللحظة انتصارًا لإرادة الشعوب ضد الاستعمار والهيمنة، وأثبتت أن الشعوب قادرة على انتزاع حقوقها بالتصميم والصمود.

لقد ترتب على الاستقلال تحقيق العديد من الإنجازات، منها:

1. *إنهاء الاحتلال البريطاني:*
الذي فرض سيطرته على الجنوب وخاصة عدن منذ عام 1839 وجعلها مركزًا للاستغلال والهيمنة.
2. *تأسيس الدولة الوطنية:* وُضعت اللبنات الأولى لبناء مؤسسات الدولة الجنوبية المستقلة، رغم التحديات والصعوبات الاقتصادية والسياسية.
3. *بزوغ هوية وطنية جنوبية:*
 عزز الاستقلال من شعور الانتماء والهوية الوطنية بين أبناء الجنوب العربي بعد سنوات من التشرذم.

*ما تعنيه الذكرى اليوم*

اليوم، وبعد مرور 57 عامًا على هذا الحدث العظيم، تعيش هذه الذكرى في وجدان كل جنوبي كرمز للفخر والعزة. لكنها أيضًا تكتسب أبعادًا جديدة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الجنوب، حيث يسعى الجنوبيون إلى تحقيق استقلالهم الثاني واستعادة دولتهم.

تشكل هذه الذكرى محطة استلهام للأجيال الحالية، فكما نجح أجدادنا في طرد المستعمر البريطاني، نراء بأننا قادرون على مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق تطلعاتنا في بناء دولة حديثة تقوم على أسس العدالة والمساواة ظمن وطن يتسع للجميع .

*ماذا يمثل الاستقلال الثاني؟*

بالنسبة للشعب الجنوبي، فإن الاستقلال الثاني ليس مجرد مطلب سياسي فحسب ، بل هو تجسيد لحق تقرير المصير واستعادة السيادة. يعني ذلك بناء دولة تعبر عن طموحات شعب الجنوب وتحفظ هويته وتاريخه. يُنظر إلى الاستقلال الثاني كامتداد للنضال الذي بدأ في منتصف القرن العشرين ولم ينتهِ حتى اليوم.

*ختامًا*

إن الذكرى السابعة والخمسين لأستقلال الجنوب العربي ليست مجرد مناسبة تاريخية تُستعاد فيها أمجاد الماضي، بل هي دعوة للتفكير والعمل من أجل مستقبل أفضل. إنها رسالة لكل جنوبي بأن الإرادة والصمود هما السبيل لتحقيق الغايات العظيمة، تمامًا كما فعل أسلافنا قبل 57 عامًا.

في هذه المناسبة العزيزة، يجدد أبناء الجنوب عهدهم لوطنهم ولدماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل الحرية، ويؤكدون أن النضال مستمر حتى يتحقق الحلم الكبير: جنوب حر ومستقل على كامل ترابة الوطني المعترف بة دوليا في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م .