يقف الزمن حزينًا دون حراك كي يسطر التاريخ رحيل بطل جنوبي جديد وصنديد من صناديد هذا الوطن، الذي قُدّر له أن يدون تاريخه بمداد الدم، ويؤرخ مسيرته النضالية بسلسلة طويلة من الشهداء الأبرار الذين يتساقطون تباعًا في محراب عزته، وطريق استقلاله، وطهارته من درن الإرهاب وأذنابه.
إنه البطل الجنوبي الاستثنائي، أسد شبوة وضرغامها الشهيد القائد أحمد محسن السليماني، تقبله الله في أعالي الجنان التي ارتقى إليها مكرًا مقبلاً، بعد رحلة نضال سامية وكفاح مسلح تُكتب بماء الذهب، وتعلق على أستار التاريخ الجنوبي. فقد كانت سيرة حياته ومسيرته النضالية وثيقة عهد ووفاء يلتزم بها الشباب الجنوبي، ويستلهمون منها مبادئ البطولة والتضحية والفداء، ويستمدون قيم النضال الحق.
إنه الشهيد البطل القائد أحمد محسن السليماني، ذلك الأسد الذي صال وجال في جبهات القتال قائدًا شجاعًا ومقدامًا، جاس ديار ومواقع الأعداء، فسامها وسامهم السم الزعاف.
لقد كان لكل مرحلة تاريخية مفصلية حاسمة مر بها وطننا الجنوبي على جسد هذا الشهيد البطل علامات معمدة بدم الجروح والإصابات، شهادة تؤكد ثباته وإقدامه وبسالته، ووثيقة براءة من الخذلان أو التقهقر والانهزام. فلقد كان في ميادين الوغى أسدًا جسورًا وقائدًا همامًا، يستمد منه جنوده الشجاعة والثبات، شامخًا يقود معاركه برباطة جأش وصلابة.
وكان في ساحات الحياة ومعتركها حكيماً ومصلحًا، له باع طويل ويد بيضاء في حل النزاعات والخلافات القبلية.
إن وطننا الجنوبي اليوم من أقصاه إلى أقصاه مكلوم، جرحه عظيم ومصابه أليم لفقد هذا البطل، وأبناء شبوة بما يحملونه من محبة ومعزة وفخر لهذا القائد البطل، فمصابنا فيه أعظم وأعمق.
سيظل الشهيد البطل أبو حاتم رمزًا وفخرًا لنا جميعًا، وستبقى مسيرته النضالية معلمًا ونورًا نستمد منها معالم البطولة والإقدام والتضحية، ومبادئ الصدق والإخلاص لله وللوطن.
رحم الله الشهيد البطل أحمد محسن السليماني، وأسكنه أعالي الجنان.
عظم الله أجر شبوة، عظم أجر الجنوب العربي في هذا الفقدان العظيم.
الأسيف،
عبد العزيز بن عبد الرحمن الجفري
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس حلف قبائل وأبناء شبوة
قائد المقاومة الجنوبية شبوة
