عفة منطقة نائية ، تقع غربي مديرية جحاف ، اشتهرت بتضاريسها الجبلية الوعرة ، وبحوادثها المرورية ، ومعاناتها الأليمة ، وصعوبة العيش داخلها ، وتفاقم البؤس والظروف القاسية التي تواجهها في جميع المجالات المعيشية .
وتقع بلدة عفة غربي مديرية جحاف بمحافظة الضالع ، وتبعد عن عاصمة المديرية نحو 10 كيلومتراً تقريباً ، و يحدها من الشمال مناطق حجر التابعة لمديرية الضالع ، والمرور من داخلها حوالي 20 كيلومتراً للوصول إلى سوقي سناح و المحافظة .
ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمه ، ويعتمد معظمهم على الزراعة وتربية الأبقار والماعز والنحل ، بالإضافة إلى العمل اليدوي خارج المنطقة ، ويعيش الناس هناك في حالة ضنك شديد .
وتعاني المنطقة من صعوبات كثيرة ، في جميع المجالات ، حيث تفتقر لأبسط مقومات الحياة ، كالتعليم والصحة والكهرباء والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية التي تعاني منها كالطريق والمياه ، حيث يقوم الأهالي بجلب مياه الشرب من أسفل جبال المنطقة ، بمسافة تقدر بحوالي أكثر من 2 كيلومتراً ، إذ يواجهن نساء المنطقة تحديات كبيرة، أثناء الذهاب كل صباح إلى وادي الغيل الذي يقع أسفل المنطقة ، لجلب المياه النظيفة الصالحة للشرب على رؤوسهن وظهر الحمير ، بسبب بعد المسافة ، ووعورة تضاريس المنطقة ، والتي تسبب بالكثير من الأمراض الخطيرة لدى نساء المنطقة .
أما التعليم ، فقد يواجه طلاب بلدة عفة ، تحديات كبيرة ، إثناء الذهاب إلى مدارس التعليم ، حيث يوجد مدرسة إعدادية بالقرب من المنطقة بحوالي كيلومتراً ونص ، أما الثانوية العامة فهي تقع في قلب مركز بني سعيد ، وتبعد عن المنطقة بحوالي ثلاثة كيلومترات ، حيث يتحرك الطلاب من منازلهم في بلدة عفة في الساعة الخامسة فجراً مشيًا على الأقدام ومن جبل إلى جبل ومن سهل إلى سهل ومن وادي إلى وادي وحتى يصلون ثانوية النصر بني سعيد ، الساعة السابعة والنصف صباحاً ، وهكذا يكافحون حياتهم ومسيرتهم العلمية بكل اباء وشموخ وعزيمة وإصرار .
أما الخدمات الصحية ، فهي شبه معدومة ، فالمنطقة لا يوجد فيها أبسط مرفق صحي لتوفير الأدوية الضرورية ، حيث يقومون الأهالي بالذهاب إلى عاصمة المديرية أو المحافظة لتوفير العلاج المطلوب ، أو لنقل المريض على الظهور من بلدة عفة إلى منطقة الحلجوم والتي تبعد عنها بحوالي 2 كيلومتراً ، ومن ثم استأجر سيارة لنقل المريض إلى مستشفيات المحافظة ، خاصةً وأن طريق عفة أصبحت طريق الموت والعبور من داخلها باتت تهدد حياتهم ، مما يضطرون نقل المرضى على الظهور حفاظاً على سلامتهم من الحوادث المرورية الذين يتعرضون لها بشكل دائم .
وتشهد طريق عفة " الموت " حوادث مرورية بشكل متزايد ، جراء صعوبة تضاريسها الوعرة ، وتعثر مسار خطها نتيجة سيول الأمطار المتدفقة عليها بكثافة ، وغياب الجهات ذات الاختصاص بوضع دراسة حقيقية لإصلاح الطريق وحمايتها من سيول الأمطار .
وشهدت المنطة حادث مروري ادى بحياة امرأة وطفل وإصابة آخرين ؛ وضحايا الحادث المروري هم : نور حيدره قاسم العمر 50 عاماً " وفاة " والطفل محمد سمير قايد صالح 4 سنوات " وفاة " صدام قايد صالح 33 سنه إصابة بليغة ، الطفل حميد محمد قايد 5 سنوات إصابة بليغة ، زوجة سمير قايد إصابة خفيفه ، طفل صغير إبن سمير عمره سنه واحده كان بحضن والدته .
وأفاد شهود عيان ، أن ضحايا الحادث المروري ، الذي وقع قبل حوالي عام ونص ، جميعهم من أسرة واحدة ، وأن سيارة أسرة الضحايا قايد عفة سقطت إلى أسفل الجبل وتحطمت تحطيمًا كاملاً .
وتابع : أن هناك حوادث كثيرة شهدتها وتشهدها طريق عفة الموت ، وأن الأهالي يواجهون تحديات كبيرة أثناء نقل المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية ، بسبب وعورة تضاريس الطريق والخطر الذي يحيطهم من كل جانب.
وبحسب الاهالي توفيت امراة وأصيبت أربع أخريات جراء سقوط صخور من أعلى جبل المنطقة نتيجة هزة أرضية .
وأوضح شهود عيان ، أن النساء كانت في طريقهن لجلب الماء من إحد سدود المنطقة ، وأن السد يقع أسفل الجبل الذي تساقطت منه الصخور ، وأن هذه الحوادث الأليمة تتعرض لها المنطقة بشكل متواصل.
و يواجه أهالي بلدة عفة والقرى المجاورة لها ، تحديات كبيرة في حياتهم اليومية ، وذلك جراء تدهور الطريق ، وانعدام المياه والصرف الصحي ، وعدم قدرة الأهالي على نقل المواد الغذائية ، وتوفير المياه النظيفة الصالحة للشرب .
فعلى جميع النواحي الحياتية ، تفتقر منطقة عفة والقرى المجاورة لها ، لأبسط مقومات الحياة ، وهو ما يضع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية أمام مسؤولية كبيرة تجاه حياة أبناء المنطقة ، والنظر لمعاناتهم ، ووضع حلول عاجلة للتخفيف من حدة أوضاعهم المعيشية المتفاقمة .
وشكا أهالي بلدة عفة والقرى المجاورة لها ، من صعوبة تضاريس الطريق ، ونقص حاد في الدواء والماء والغذاء ، وعدم قدرتهم على نقل المواد الغذائية إلى منازلهم ، وجلب مياه الشرب من أسفل الجبل ، بسبب عدم وجود خزانات واسعة لحفظ مياه الأمطار .
وناشدا أهالي بلدة عفة والقرى المجاورة لها ، الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ، على أهمية إصلاح الطريق ، ووضع دراسة هندسية صحيحة بما يضمن حركة التنقل داخلها ، وذلك لما من شأنه تخفيف المعاناة عن أوضاعهم المعيشية ، والتقليص من حدة الحوادث المرورية الذين يتعرضون لها بشكل سنوي .
وطالبوا أيضاً ، على أهمية إنشاء خزانات واسعة لحفظ المياة ، وربط خطوط شبكة المياه والكهرباء و إنشاء محطة كهربائية عبر الطاقة الشمسية لتوصيل مياه الشرب من أسفل الجبل إلى المنطقة ، لكونهم يعانون معاناة كبيرة في نقل الماء على ظهر الحمير ، ورؤوس النساء جراء وعورة تضاريس المنطقة ، وبعد المسافة .
وأضافوا : أن إستمرار تدهور الطريق ، في ظل السيول الجارفة عليها ، سيعيق من حركة التنقل للاسوء ، وسيضاعف من حدة معاناتهم ، وسيهدد حياتهم .
وتابعوا : أن الحوادث المرورية التي تشهدها طريق الموت " عفة " بين الحين والآخر خير دليل على مدى الخطر الذي يحيطهم من كل جانب .
وأوضحوا : أن عدم وجود خزانات مائية وصفايات لبلورة مياة الشرب ، وتنقيتها من الحشرات والأتربة ، سيسهم في زيارة إرتفاع مستويات الإسهال والأمراض الجلدية وتفشي وباء الكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية التي تشهدها المنطقة .