كتب / عبدالرقيب السنيدي
لم تكن المؤامرة وليدة اللحظة بالخيانة والقدر على شعب الجنوب من قبل قوات الاحتلال اليمني التي عملت بكل قواها على تنفيذ مخططها التأمري في انتظار الوقت المناسب والظروف الملائمة وإعلان ساعة الصفر،بل كان لتهيئة الظروف السياسية والعسكرية ابعادها المناسبة إعلان تلك المؤامرة الدموية من قبل المخلوع صالح في 27 من ابريل من العام 1994م واجتياح الجنوب والقضاء على كل معالم الدولة الجنوبية،واستباحة الارض والعرض والانسان.
ثلاثين عاما عاشها أبناء الجنوب تحت وطأت القتل والتنكيل التي بدأت بالاغتيالات والتصفيات الجسدية التي طالت القيادات السياسية والامنية والعسكرية منذ الوهلة الاولى لتوقيع الوحدة،بالاضافة الى تدمير كل المؤسسات والمصانع الانتاجية،ولا سيما حرمان الالاف من الكوادر الجنوبية من العمل في السلك المدني والعسكري، فضلا عن تسريح الالاف من وظائفهم.لتستمر عملية الاقصاء والتهميش الممنهج في سياسة الاحتلال على الارض في القضاء على كل المعالم الاثرية والحضارية وفرض امر واقع باستباحة ماتبقى من المرافق الحيوية بعد تدمير ممنهج لكل المؤسسات والمصانع والشركات الانتاجية في الجنوب.
لم يكن للمارد الجنوبي مع كل الممارسات الهمجية ضد شعب الجنوب،الذي عانى ويلات تلك السياسات والاساليب القمعية طويلا،الا الانتفاضه واعلان انطلاق الثورة الجنوبية في العام 2007م التي باركها كل ابناء الجنوب واندلاع شرارتها في كل محافظات ومناطق الجنوب،التي قوبلت بالقمع من قبل نظام صنعاء،قبل اعلان الحرب واستكمال سيناريو الاجتياح الثاني للجنوب في العام 2015م،التي انتهجت نفس الاساليب والطرق في القضاء على تطلعات ابناء الجنوب،لكن كانت كلمة الفصل عند ابطال المقاومة الجنوبية الذين تصدو لتلك المليشيات الاحتلالية،وسطرو في كل الميادين اروع ملاحم الشرف والتضحية والانتصار للوطن ودحر تلك القوات من ارض الجنوب .
للتوالى الانتصارات والانجازات المتسارعة لشعب الجنوب في كل المناحي،ولا سيما التفاف كل ابناء الوطن من المهرة حتى باب المندب في المباركة لأعلان عدن التاريخي وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وهيئاتة وتفويض القائد عيدروس الزبيدي لقيادة سفينة الجنوب الى بر الامان،الذي كانت تلك الخطوة بمثابة اللبنة الاولى على طريق استعادة الدولة الجنوبية،التي زادت تلك القوى الحاقدة على شعبنا الصامد بدفع كل قواها الارهابية والاخوانية في النيل من تلك الانتصارات بالقتل والاجرام التي تعد واحدة من اساليبها الدنيئة التي تتبعها في كل حروبها مع الجنوب.
ثلاثة عقود من الزمن خاض فيها شعبنا مسارات النضال الثوري والتحرري من الصمود والتضحية،حقق من خلالها انجازات عظيمة بفضل قيادة المجلس الانتقالي الذي عملت على فرض قضية الجنوب في المحافل الدولية كقضية شعب وارض ولا يمكن المساومة فيها الا باعطاء الجنوب حريتة واستقلالة،والعمل على بناء وتطوير قدرات القوات الجنوبية،في الوقت الذي يسطر ابطالنا الميامين ملاحم الصمود الاسطوري في الدفاع عن حياض الوطن في كل الثقور ومواقع الشرف والنضال على امتداد وطول وعرض شريطنا الحدودي .
اخيرا يجب علينا جميعا،وهو واجب وطني لكل المنطوين في الاطر الحزبي او ضمن المكونات السياسية والمنظمات الشعبية والمدنية بان نطوي صفحة الماضي بكل اخطائها،وان نمد ايدينا الى بعضنا البعض في الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي،والاستفادة من عبر الماضي المؤامرات التي عاشها شعبنا في كل المنعطفات،في جعل مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات،في الدفاع عن منجزات الوطن التي تحققت،وعدم السماح لكل القوى التأمرية بنشر التفرقة والعنصرية بين اوساطنا،بما لايدع مجال لاي مسار او طريق يثنينا في تحقيق هدف شعبنا في استعادة ارضة وعزتة وكرامتة.