انتهى “اعصار تيج ” وما خلفه من ضحايا وخسائر مادية وتخريب الطرقات ومجاري الاودية والقنوات الزراعية في محافظات المهرة وسقطرى وحضرموت وسط تجاهل وغياب للحكومة ، إذ داهمها الاعصار وخلّف اوضاع ماسوية استغاث منها ابناء تلك المحافظات جراء الكارثة ولا من مجيب
كارثة بكل المقاييس جرّفت الاراضي الزراعية وحاصرت المواطنين في قراهم وبواديهم وخرّبت وجرفت الطرقات الرئيسية والفرعية بل جرفت شوارع المدن في محافظات فاجأها الإعصار والفيضان وهي تخلو من كل ما يحدّ من آثارها ، فادارة الفيضانات والسيول والحماية الزراعية ليست الا عنوان او مسمى يخلو من العمل ، واظن انها لاتملك قاعدة بيانات عن المناطق الاكثر عرضة للفيضانات حتى تضع الحد الادنى مما يوجبه مسماها وما يجب عليها عمله قبل الاعاصير والفيضانات وما يجب عليها اثناءها وبعدها ، بل يبدو انها غير مدمجة في خطط التنمية وفي ذات الوقت لا يوجد اي تعاون بين الجهات الدولية المانحة مع السلطات والمجتمعات المحلية التي تتاثر بالفيضانات والاعاصير ، وفي ذات الوقت ضاع استخدام الخبرات المحلية التقليدية المتعلق بالزراعة وتنظيم الري وطرقهم في تنظيف الاودية والقنوات التي امتلاءت باشجار ضارة فصارت تحتاج مشاريع لازلتها ، ولم توجد الدولة بدائل حديثة ولا دعم لتلك الاساليب التقليدية للصيانة في الحفاظ على مسارات الاودية والحرص على نظافتها وحضر التدخلات التي تغير مسارات ومجاري السيول
ان غياب الحكومة -وهو غياب لكل الحكومات – وتحللها من مسؤوليتها إزاء الكارثة خدماتيا وصحيا وغذائيا في تلك المحافظات وكذا غاب دور التحالف وهي حالة مزرية فعلى الاقل يجب ان تتعظ الحكومة من هذه الحالة لوضع اليات معالجة للمستقبل فتلك المحافظات تتاثر باستمرار بالاثار الكارثية للمنخفضات المدارية وللاعاصير والفيضانات فموقف المتفرج جريمة يجب محاسبتها فكان واجبها على الاقل ان تستصرخ العالم خاصة وان ابناء تلك المحافظات وجهوا نداءات استغاثة بدل ان تؤكد ان تلك المحافظات تجاوزت الاثار الاعصار كما نقلته بعض الصحف الاقليمية
23 ابريل 2024م