تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!
بقلم/صالح علي الدويل باراس
تراجعت هجمات الحوثي في البحر الاحمر وخليج عدن في الشهرين الاخيرين تراجعا كبيرا مقارنة بالاشهر الماضية ويمكن ارجاعها الى عوامل متداخلة منها ذاتية لدى الانقلابيين واخرى دولية اقليمية ، فالهجمات الحوثية كانت تكتيك حوثي استغل احداث غزة لخلط الاوراق محليا واقليميا ودوليا في سياق محاولاتهم لتقديم ساحات ايران انها المقاوم الاوحد لاسرائيل ، وبانهم القوة الاقوى والاقدر ، استغلوا فشل الحرب وسيطرتهم الى معظم الشمال وجعلوا ذلك ميزة وظفوها دوليا وعربيا واسلاميا لصالحهم.
كانت حرب غزة فرصة لخلق معركة تكتيكية تجذب انتباه الراي العام الدولي والمحلي والعربي والاسلامي وتخلق ضجة دولية في اهم طريق تجاري في العالم وأن الانقلاب الطرف الاقوى في اليمن بنصر غزة والانتصار لها ، لكن طول حرب غزة وازدياد قناعات الحوثي وايران بان اسرائيل ستحسمها عسكريا مهما كانت وحشية الحسم ومهما كان الرفض والتنديد الدولي كان من عوامل تراجع عمليات الحوثي ، إذ كانت حسابات ايران وساحاتها ان الضغط الدبلوماسي الدولي بسبب بشاعة الانتقام في غزة وفظاعة التدمير فيها والرهان على ان اسرائيل لا تحتمل حرب طويلة سيوقف الحرب فيجعلون من ايقافها نصرا لساحاتهم!!!.
ان من عوامل التراجع التصنيف الامريكي للحوثي بالارهاب وكذا ضربات الردع الامريكية البريطانية واستشعار الحوثة من تقديم دعم للقوى المحلية المعادية لهم في حربهم معه وقدرة تلك القوى في هزيمته اذا رفعت الدولتان الخطوط الحمراء التي ظلتا ترفعانها كلما استشعرتا هزيمة الحوثي.
وفي المسار الدولي فان الضغوط الدبلوماسية على طهران والدور العماني الدبلوماسي المنقذ للحوثي منذ بداية انقلابه وتحوّله الى دور محذّر وناصح كلها عوامل تظافرت لتراجع الهجمات.
الحوثي من ساحات ايران ويتحرك وفقا لاستراتيجيتها كسائر ساحاتها وقد توسعت الدبلوماسية الغربية الى الصين وغيرها للضغط على ايران لتضغط بدورها على ساحتها في اليمن في مسالة حرب الممرات بل ان الضرب المباشر لقيادات ايران كان رسائل قوية لطهران بان الحرب لن تستمر مع الوكلاء في ساحاتها بل ستصل الوكيل في طهران ، وقد وصلت له بطريقة مُسيطَر عليها هذه المرة !! ، وبالتاكد ان هذا المسار الخشن مع مسارات ضغط اخرى على طهران اسهمت في تراجع هجماته في البحر الاحمر التي استنفذت هدفها ايرانيا واستمرارها سيؤثر على ايران لذا خفّت الهجمات فبقاءها بنفس الوتيرة توسيع دائرة الحرب وفرض قواعد اشتباك اخرى ليست لصالح طهران ولا لصالح الحوثي ، كما ان دعوى توسيع عملياته الى المحيط الهندي ليست سوى "ورقة توت" لا تغطي التراجع بل تثير الضحك لسذاجة الادّعاء.
إن تراجع عملياتهم في البحر الاحمر يؤكد فشلها وعدم جدواها ويحاول الحوثي ان يعوّضها بحرب اعلامية ضد المملكة والامارات بلهجة اعلامية خرقاء لتغطية فشله وتآكل مصداقية ما ظل يدّعية خلال الاشهر الماضية.
*22ابريل 2024م*