بقلم: نادرة عبد القدوس
قامت الدنيا ولم تقعد، بعد خطأ، غير مقصود، ظهر على شاشة قناة (عدن المستقلة) في عيد الفطر المبارك، أثناء نقل مباشر للحفل الغنائي، ضمن مهرجان ليالي عدن الذي نظمه مكتب الثقافة والسياحة في (ستاد) الحبيشي لكرة القدم، في قلب العاصمة عدن (كريتر). وظهر الخطأ في اسم صاحب كلمات أغنية(كلمة ولو جبر خاطر) والصحيح، طبعاً، أن الأغنية للفنان والشاعر العبقري الكبير محمد سعد عبدالله ولا خلاف على ذلك.
وأنا هنا لا أنفي وقوع الخطأ ولا أغطي على مكشوف، كما تقول أغنية فناننا الكبير، بلفقيه، لكن هل يستدعي ارتكاب ذلك الخطأ، إشعال منصات التواصل الاجتماعي، لأيام متواصلة، بالانتقادات الحادة والجارحة والقذف واللعنات والصراخ والعويل وكأنما القيامة أزفت؟!
قناة (عدن المستقلة) والتي لا يتعدّى عمرها الخمس سنوات، فقط، نشأت بإمكانيات متواضعة، شحيحة، وبعناصر إعلامية، شابة، بعضها حديثة التأهيل ومتواضعة الخبرة، إلا أنها أثبتت وجودها وقدمت وتقدم العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها وقد سدّت فراغاً إعلامياً كبيراً، بعد إغلاق ومصادرة حقوق تليفزيون عدن العريق في أبريل ٢٠١٥م والذي تأسس في عدن في سبتمبر ١٩٦٤م، كـ رابع وسيلة إعلامية مرئية في الوطن العربي وكذلك أُغلقت معه إذاعة عدن التي تأسست قبله، في أغسطس ١٩٥٤م وكانت من أوائل المحطات الإذاعية المسموعة في الوطن العربي. وهي المرة الأولى، منذ تأسيسهما التي يتم فيها إغلاقهما، مع سبق الإصرار والترصد. أنا هنا لا أبرر الخطأ الذي أُرتكب وقد اعترف مكتب الثقافة والسياحة في عدن، بأن الخطأ صدر عنه، إلا أنني هنا أوجه سؤالي إلى من وجه سهامه للقناة وإدارته وطاقمه الاعلامي، بل وإلى المجلس الانتقالي الجنوبي، أيضاً، هل كتبتم مرة إعجاباً ببرنامج تليفزيوني ما، قدمته القناة، أو أشدتم مرة، بطاقمه الإعلامي الذي يُبذل جهوداً مضنية في الإعداد والتقديم لبرامجها المختلفة؟
ولنعترف، أن قناة (عدن المستقلة) المنبر الإعلامي المرئي الذي تأسس قبل خمس سنوات، بمبادرة من المجلس الانتقالي الجنوبي، نجح في سد ذلك الفراغ الإعلامي المرئي الذي عاشه شعب الجنوب، التواق لإعلام ينتمي إليه ويخاطبه ويتبادل معه الآراء والأفكار، من خلال برامجه المتنوعة المباشرة وغير المباشرة وبالمثل، فعلت إذاعة عدن إف إم، بحسب قدرتها الترددية وإمكانياتها البسيطة ونجحت في استقطاب الكثير من المستمعين إليها ويلعب طاقمها الإعلامي، من معدي ومخرجي ومقدمي برامجها الإذاعية المختلفة والشيقة، دوراً بارزاً في تقديم أفضل البرامج التي تلامس حياة المواطنين، خاصة تلك البرامج الاجتماعية التي تُبث عبر الأثير وتتلقّي المكالمات الهاتفية من المستمعين، المهتمين بالقضايا المثارة للنقاش.
نحن لسنا هنا ضد النقد ولا نطالب بالسكوت عن الأخطاء، كما لا يجوز تكرارها، بَيد أنه لا بد من قول الحق ولا نخشى فيه لومة لائم وكما قلنا سلفاً، فإن (عدن المستقلة) و(عدن إف إم) ما هما إلا منبرين إعلاميين حديثا النشأة والتكوين وما زالا في طور النمو والتطور وإن كانت هناك هفوات، فهي تحدث في أعرق وأرقى المنابر الإعلامية في العالم والتي تُدفع لها ميزانيات خيالية لتسييرها وبعضها تبث المواد الإعلامية القاتمة والكاذبة والمزيفة للحقائق. وبالمقابل، هناك منابر اعلامية عريقة تم إفلاسها وإغلاقها، مثل ما حدث لإذاعة (BBC) قبل أشهر.
العيب، عند البعض، في تحينه للفرص، لتوجيه سهامه نحو الآخرين، بمجرد حدوث خطأ أو هفوة غير مقصودَين وجلّ من لا يخطأ وكما يقال "من يعمل يخطأ ومن لا يعمل لا يخطأ".
طريقنا أيها السادة، غير معبّدة وأمامنا الكثير من المطبات والحُفر؛ فلماذا لا نساعد بعضنا البعض ونمد أيدينا إلى بعضنا البعض، حتى لا نتعثر ونسقط جميعاً ولن تقوم لنا قائمة بعدئذ؟!