بادئ ذي بدء فمهما كان التحشيد والرفض وعدم القبول للحكومة في الجنوب فهو قرار سوف يسير على الجميع وبالنسبة لنا في الجنوب فنحن مازلنا “قضية” ولسنا دولة بشعبها ودستورها وقوانينها وسيادتها لذا فنحن جزء من سياق “اللا حرب واللا سلم” والمنطق يوجب ان من قبل الدخول في المضمار السياسي يوجب عليه التعامل معه مهما كانت مرارته الا اذا كانت لديه بدائل افضل!!
إن الأُس الحقيقي لتكرار الفشل وانتاج الفاشلين ليس في الرئاسي مع كل عيوبه وسلبياته بل في “طرفي التحالف” فعدم انسجامهما ان لم يكن خلافهما هو ما حافظ على اعادة انتاج دورة الفشل باعتبارها نقطة الاجماع الوحيدة بينهما
لا يمكن اتهام بن مبارك بالفشل لانه متلازمة له كما كتب عنه بعضهم ، فالرجل مهما كانت نزاهته او فساده ، نجاحه او فشله فهو جزء من منظومة فشل “تتمتع” بعضها ببعض ، هذه المنظومة ما نفعت في صنعاء بل ظلت تتكرر وتتكرر ازماتها ، ولكي لا نظلمه فهو لم يكن من تلك المنظومة التي ظلت تتكرر عقود حتى “وقع الفاس في الراس” فتشتت ، لكنه ايضا التحق بها وشرب من كاسها حتى “الثمالة”
جاءت حرب التحالف الذي تفاجا بانهيار تلك المنظومة في صنعاء وما كان لديه من مشاريع جاهزة تضاد انتصار ايران في صنعاء فشرع في تجميع تلك “الخردة السياسية والحزبية والامنية والعسكرية” الفاشلة بكل علاتها وفسادها لتكون عنوانا وغطاء لحرب فاشلة
ان يتناول الناس تغيير رئاسة الوزراء بسوداوية وسلبية فهو تناول لا يخلو من حقيقة ، بل الحقيقة ذاتها ، فقرار امس لن ياتي بتغيير بل “انتي كما ختش وختش كماش” ، وتغيير بهذا المعنى مجرد استحقاق “رعاة” اكثر منه لضرورات تاخذ حجم الإخفاقات والدمار الذي أصاب مقدرات البلد وانهيار عملته ومعيشة ناسه وتضع مصالح المواطنين كاولوية وهو ماجعل مجلس القيادة فاشل ويقود من فشل الى فشل لكن السر لا يكمن في “إصرار وعناد الفاشلين على البقاء أو استمرارهم متضامنون بناء على قاعدة أمسك لي وأقطع لك” بل في من يحمون استمرار الفاشلين لاستخدامهم “وظيفيا ” في ملفات لاعلاقة لها بالمواطن وتجويعه
6فبراير2024م