كانت مبادره عظيمه ، ينبغي تخليدها في سجلات المجد الانساني ،تلك التي بادر رجال الخير والاعمال باقامتها في العام 1936 م بتأسيس جمعيه خيرية لمساعدة الفقراء بعدن ، ومثلها اصبح من الضروري اقامتها اليوم ، حيث الفقراء اوسع نطاقاً واشد حاجةً ، واكثر من اي وقت مضى ، بعد ان اصبحت بلدنا تعيش اسؤ ازمة انسانية في العالم ، واضحى الكثير من الناس على شفى المجاعة ، تنهار فيها حالة عشرات الالاف من الأسر الفقيرة ، وتنعدم امامها سبل العيش بكرامة .
ان ذلك يدعو الى استنهاظ الضمير الانساني ، لاحياء هذه المبادرة بصورة اكثر الحاحاً ، وهو ما يحث رجال الخير ان يتداعوا لتأسيس مثل هذه الجمعيه بأقرب مايمكنهم ذلك ، ومعها سيغدو على الحكومه والمجلس الانتقالي واجب ومسؤلية دعمها ، وبالتأكيد سيسارع رجال الاعمال في الداخل والخارج التبرع لها .
وقد يكون مناسباً تطوير وتغيير اسمها لتصبح منظمة مجتمع مدني معتبرة في الداخل ولدى الخارج ، كأن تسمى " لجنة المساعدة الاهليه " ويكون لها لجان فرعيه بنفس الاسم في الاحياء العشرة لمدينة عدن ، وان تشرع فوراً باعداد لائحة داخليه لتنظيم عملها ، وضمن ذلك وضع معايير استحقاق المساعده ، على ان تخضع موازنتها ونظام الايراد والصرف فيها لمراجعة جهة محاسبية مختصه ورقابه مجتمعيه موثوقة .
وفي حال نهضت هذه المبادره على الوجه الاكمل ، فستصبح مؤهلة للحصول على نسبة من الزكوات بصورة طوعية من قبل المواطنين المقتدرين ، ومن قبل الحكومة كذلك ، كما انها ستحضى بثقة المنظمات الدولية المانحة لتصبح احدى اليات نيل المساعدات وتوزيعها ، وحتى الدول التي تقدم منح المساعدات للدول الفقيره عن طريق الامم المتحدة ، ويذهب منها ٤٠٪ نفقات تشغيل تصرف لموضفيها القائمين على توزيعها ، فانها تفضل منح الجزء الاكبر من تلك المساعدات عن طريق منظمات المجتمع المدني المعتبرة مثل هذه التي نقترحها .
ان انجاز هذا العمل النبيل سيساعد على انقاذ الاف الاسر من شفى الحاجة والمجاعة التي تعانيها ، وربما حفز تحقيقه في العاصمة عدن بقية المحافظات لتسير حذوها .
وبالتأكيد سيحتفظ المجتمع بالجميل والعرفان للناشطين في انجاح هذه المبادرة الانسانية ، وفعل الخير لمساعدة المحتاجين ، وسيخلدها لهم التاريخ باحرف من نور . وكان الله في عون الجميع .