على وقع استمرار الضربات الأميركية على مواقع لجماعة الحوثي في اليمن، وإعلان الأخيرة استمرار الهجمات على السفن، يبقى التوتر في البحر الأحمر سيد الموقف، لكن السؤال الأبرز يكمن بكيفية ترتيب تلك الهجمات.
فكيف ينقل الحوثي الصواريخ من المستودعات الاستراتيجية إلى مراكز الإطلاق؟
في الآونة الأخيرة، نقل الحوثيون عدة صواريخ إلى مراكز إطلاق في محافظات مختلفة شمال اليمن، في إطار استعدادهم لحرب طويلة مع القوات الغربية في البحر الأحمر، وفقاً لموقع “Shebaintelligence”.
وتتبعت “استخبارات سبأ” طريقة نقل صواريخ من مستودع استراتيجي بصنعاء إلى مراكز الإطلاق بالحديدة، حيث تمت العملية على النحو التالي:
نقلت الجماعة بداية 6 صواريخ تسمى صواريخ “سعير” من مستودع في جبل النهدين المطل على صنعاء، وهي صواريخ باليستية أرض-أرض متوسطة المدى، يصفها الحوثيون بأنها دقيقة، وقد أثبتت هذه الصواريخ قدرتها على مراوغة أنظمة الدفاع الجوية.
ثم تحركت الصواريخ من النهدين بصنعاء على طريقين مختلفين، توجهت الشاحنة الأولى إلى منطقة صرف شمال صنعاء ثم عادت غرباً عبر طريق الحيمة – الحديدة، ووصلت الشاحنة إلى المستودع التكتيكي في باجل بمحافظة الحديدة.
فيما تحركت الشاحنة الثانية من النهدين بصنعاء باتجاه ذمار، وواصلت رحلتها حتى وصلت إلى مستودع تكتيكي في معسكر كيلو 16 بالحديدة، إلى أن تم بعد ذلك توزيع الصواريخ الستة على مراكز الإطلاق في الساحل بين ميناءي الحديدة والصليف، ثم تم تركيب أنظمة دفاع جوي على ساحل الأعرج الواقع بين الميناءين.
هجمات البحر الأحمر
تأتي عمليات النقل هذه على وقع تصعيد الحوثيين لهجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر.
فمنذ 19 نوفمبر الماضي (2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في غزة، شنت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحر في هذا الممر الملاحي الحيوي والمهم عالمياً.
ما أدى إلى تباطؤ حركة التجارة بين آسيا وأوروبا وأثار قلق القوى الكبرى.
كما تعهد الحوثيون باستكمال استهدافاتهم للسفن المتجهة إلى إسرائيل أو المملوكة لها، وحتى الأميركية، في حال استمرت الحرب والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وفق زعمهم.
في حين عمدت الولايات المتحدة إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم “حارس الازدهار”، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.
ونفذ هذا التحالف في 12 و13 يناير الحالي عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، كما تجددت تلك الغارات خلال الأيام الماضية.