كتب / أصيل السقلدي
كلمة (مظلومية)؛ الصادرة عن الحوثي لم أسمعها اليوم من الحوثي، بل سمعتها قبل سنوات كثيرة، كما يسمعها اليوم الجمهور العربي الذي تدفعه غيرته ووطنيته وشهامته وطيبته للانجراف وراء ترهات وشعارات الحوثي الجوفاء، فحماسهم الكبير ولهيب دمائهم العربية الطاهرة التي تسري في عروقهم جعل كثيرّا منهم يصدقون مسرحيات وأوهام الحوثي دون معرفة، فلو تعمقوا في معرفة حقيقة هذا الحوثي؛ الذي لا يحق له ادعاء مناصرة المظلوميات؛ لأنه لا يختلف عن صانعي الظلم في الوطن العربي؛ لَما اضاعوا وقتهم في سماع شعاراته ومسرحياته الهزلية، واستخفافه بعقول وأفكار الطيبين المندفعين وراء الانتصار للشعوب العربية المظلومة.
هل تذكرون كيف كان الحوثي في عامَي: 2012م، و2013م، يتغنى بالقضية الجنوبية، ومظلومية شعب الجنوب أكثر مما يتغنى الآن بالقضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني؟! وما إن شعر الحوثي أنه قوي في عام: 2015م، نسي مظلومية شعب الجنوب وجراحهم واجتاحهم غازيًا، فدمر عدن وحاصرها وقتل أهلها ونهب أموال أبنائها، لكن عدن لم تستكن في مقاومته وصده، بل رفضت سطوته، وحصل أبناؤها على إسناد من التحالف العربي وطردوه منها.
وقبل ذلك، هل تذكرون كيف جاء الحوثي بغباره ودخل صنعاء؟! ألم يدخل صنعاء عن طريق الدعوى نفسها (نصرة مظلومية الشعب)، مطالبًا بإسقاط الجرعة، مستغلًا قضية الشعب في رفع الحكومة مبلغًا رمزيًّا على أسعار الوقود، فأعلن انقلابه على الدولة؟!
بلى، فقد زعم الحوثي أنه إنما أراد أن ينتصر للشعب من الحكومة بسبب ارتفاع سعر البترول البالغ آنذاك إلى 3500 ريال، ولم يتنصر الحوثي للشعب من نفسه؛ إذ وصل سعر البترول بعد انقلابه إلى 30 ألف ريال. وهذه السنة التاسعة منذ انقلابه، واليمنيون لا يعرفون الرواتب ويموتون جوعًا وقتلًا من بطش مليشياته الإرهابية!
وحوثي اليوم هو حوثي الأمس؛ ذلك الخنجر المسموم الذي صنعته إيران؛ لتدمير وتقطيع الوطن العربي فلا يغيره الزمن، فلو سنحت له الفرصة وحصل على الإمكانيات لاجتاح هو الآخر غزة ودمر فلسطين وفجر المسجد الاقصى، فعندما يحصل على القوة ويرى نفسه قوي سيجتاح أي دولة عربية يشعر أنها أضعف منه تحت شعاره المزعوم (المظلومية)!
مثال آخر عن حقيقة الحوثي وضميره، خاض الحوثي الحرب فترة دون صواريخ، وبعد أن زودته طهران بالصواريخ أطلق أول صاروخ يحصل عليه على مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض، ولم يراعِ حرمتها! فلا تندفعوا خلف الشعارات التي يطلقها فلو أتيحت له فرصة احتلال بلادكم في أي دولة عربية لفعل، ولسفك دماءكم ولفجر منازلكم ونهب أموالكم بما في ذلك فلسطين الجريحة، فهو لا يرعوي لجراح أو ضعف أحد، ولا يراعي حرمة مكان ولا زمان!