لأن المجلس الإنتقالي الجنوبي مازال الكيان الجنوبي الأقوى على الأرض،الأقوى سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا، وهو الحاضنة الوحيدة لجميع المكونات التحررية الجنوبية، ولا خيار بديل عن المجلس الانتقالي الجنوبي لأنه لا يوجد أي مكون ثوري جنوبي حقيقي وفاعل على الأرض يحضى بإلتفاف جماهيري شعبيي من حوله،مؤيدة ومناصرة.
هذه حقيقة أثبتها المعترك النضالي لشعب الجنوب خلال ستة أعوام منذ اعلان قرار التأسيس، وليست ضربا من المجاملة والنفاق إذ فشلت أمامه عشرات المكونات الكرتونية المفرخة والمدعومة ماديا و اعلاميا، ومع ذلك عجزت تلك المكونات عن كسب مناصرين لها ولو بالحد الأدنى، ناهيكم عن إكتسابها ثقة الشعب الجنوبي، وكانت الضربة القاضية بإعلان انضمام شخصيات قيادية ومكونات جنوبية تأريخية الى المجلس الانتقالي مثل مكون الحراك السلمي الجنوبي ..
قد يتوهم البعض أن المجلس الإنتقالي الجنوبي يمر بمرحلة حرجة بسبب جملة من العوامل والضغوطات المفروضة عليه داخليا وخارجيا، علاوة على ذلك حملات التشويه الصادرة من المطابخ الإعلامية المعادية،كما لم يسلم ايضا من النقد المتكرر من مناصريه ومؤيده، وأعضاءه بمختلف قواعدها القيادية الهرمية...
لذلك يتوهم الأعداء كما قد يشكك البسطاء من عامة الناس بقدرة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على البقاء والأستمرار بنفس الوتيرة الأولى منذ التأسيس والأنطلاق،وهو ما يصوره البعض بحالة من العجز والفشل وعدم القدرة على تحقيق المطالب والغايات المنشودة لشعب الجنوب.
لكن الغالبية العظمى من أحرار شعبنا،وحتى من ينقد الأخطاء من زاوية الحرص يدركون أن التخلي عن المجلس الإنتقالي الجنوبي في هذه المرحلة يعني التخلي عن جميع المكتسبات التي تحققت والتضحيات التي قدمت من قبل أحرار وثوار شعبنا منذ التسعينات من القرن الماضي وحتى اليوم،كما يعون أن التخلي عن المجلس الإنتقالي يعني العودة الى نقطة الصفر والمربع الأول، إذ لا خيار أو بديل لمكون سياسي جنوبي قوي على الساحة ولو بالحد الأدنى.
صحيح أن الوضع الانساني والمعيشي للمواطن الجنوبي صعب للغاية، والمجلس الإنتقالي يتحمل جزء من المسؤلية بهذا الخصوص، ويحق لجميع الجنوبيين سواء كانوا مؤيدين أو مخالفين لمسار المجلس الانتقالي يحق لهم نقد هذا بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة الموجودة في البيت الجنوبي والضغط على قيادة المجلس الانتقالي من أجل التحرك والعمل لتقديم أداء افضل وإصلاح الأخطاء هنا وهناك...
لكن لا يتعدى ذلكم النقد كونه ناجم عن حرص حبا ووفاء،وخوفا ورجاء،و لكي يستمر المجلس الانتقالي قويا، ثابتا، متماسكا، ثم يمضي لإستكمال المرحلة النضالية الثورية، وليقود سفينة شعب الجنوب الحر نحو بر الأمان، فـ يفي بالعهد وينجز الوعد ويحقق النصر المنشود.