كتب/علاء حنش
في مثل هذه اللحظات التاريخية المُباركة من يوم 30 نوفمبر 1967م، توّج كفاح، ونضال أجدادنا، وأباءنا، الذي انطلقت شراراته الأولى من أعالي جبال ردفان الأبية في الرابع عشر من أكتوبر من العام 1963م، وذلك بتحقيق النصر، وإعلان الاستقلال الوطني الأول، وهزيمة أعظم دول العالم، الدولة التي لا تغيب عنها الشمس، وطرد آخر جندي من قوات الاحتلال البريطاني، وإعلان جمهورية الجنوب الديمقراطية الشعبية.
لم يكن الوصول لذلك اليوم التاريخي، آنذاك، سهلًا، أو مفروشًا بالورود، بل كان نتاج لتضحيات، وصمود، وكفاح، الثوار الجنوبيين حينذاك، ضد القوات البريطانية المدججة بأنواع الأسلحة المتطورة، لتهزم الإرادة الوطنية الجنوبية قوة، وكبرياء، وعظمة بريطانيا، بعد احتلال بريطاني للجنوب لما يربو على (129) سنة.
اليوم، لا يختلف المشهد كثيرًا، فالجنوبيين يخوضون ذات النضال الذي خاضه الأجداد والآباء، ويواجهون احتلال غاشم، بعد أن هرول الجنوب، بحسن نية، إلى ما تسمى بـ"الوحدة اليمنية"، التي غدر فيها النظام اليمني بالطرف الجنوبي، وطعنه من الخلف؛ بغية نهب ثرواته، وخيراته، في أبشع، وألعن غدر شهده القرن العشرين.
لكن ذلك الغدر اليمني بالطرف الجنوبي، والأحداث التي رافقت ذلك بدءً من إعلان الحرب في صيف 1994م، مرورًا بالممارسات المُتعمدة في اغتيال الكوادر، واقصائها، وتهميشها، ونهب الثروات، والخيرات، مرورًا، أيضًا بتحويل الجنوبي إلى غريب على أرضه، ووطنه، انتهاءً بالقمع، الذي مارسه نظام صنعاء اليمني عبر قوات الاحتلال اليمني ضد الثوار الجنوبيين الذين اعلنوا حراكهم الجنوبي السلمي، وأخيرًا بإعلان النظام اليمني الحرب، ثانيةً، في عام 2015م، ضد الجنوب، وشعبه، وخيراته، ولكن هذه المرة عبر ميليشيا الحوثي الإرهابية.
لكن أبناء الجنوب، كان لهم موقف ضد الغزو اليمني الثاني للجنوب، وهو ذات موقف الأجداد والآباء ضد الاحتلال البريطاني.
واليوم، وبعد مرور زهاء (35) سنة على إعلان أسوء وحدة على مر التاريخ، والتي رافقها إعلان النظام اليمني حربين بشعتين ضد الجنوب وشعبه، بات الوضع النضالي في الجنوب اليوم، يُشابه، إلى حدٍ كبير، الوضع النضالي الذي كان يعيشه الجنوب إبان الاحتلال البريطاني.
إن القواسم المُشتركة التاريخية الجلية التي يشهدها التاريخ النضالي الجنوبي، تعبر عن روح الثورة، والنضال، والفدائية، والكفاح، التي يتمتع بها شعب الجنوب، عبر مختلف اجياله، وتؤكد، في ذات الوقت، على أن المرحلة الراهنة التي يشهدها الجنوب تستلزم مواصلة ذلك النضال العظيم، وبذات الوتيرة، والهمة، حتى تحقيق كامل أهداف الثورة الجنوبية المُباركة، وأهداف شهداء وجرحى تلك الثورة العظيمة، وفي طليعتها الهدف الاسمى المُتمثل في استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة على حدودها الجغرافية والسياسية المعترف بها دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.
...
...
#علاء_عادل_حنش
30 نوفمبر / تشرين الثاني 2023م .