*صراع الهوية ومستقبل الجنوب العربي*
صراع الهوية كيف نحتويه.
لا يقتصر صراع الجنوب العربي مع اليمن على الأرض فحسب، بل أيضا على الوجود والهوية
صراع الهوية اخطر القضايا المؤثره وتزداد الخطورة حين ترتبط القضية بهوية الجنوب العربي
مفهوم " الهوية" لا يجب أن يؤخذ بالبساطة العفْوية إذْ لا يزال يلفّه الكثير من الغموض
يترنح متأثراً بثقافة هوية اليمن
في كل " هوية" نزْعةٌ خاصةٌ نحو الماضي وتحصّنٌ كثيفٌ به . إنها قلعة الصمود الأخيره لصد غزو هوية اليمننة السياسية المدمّر والمُنهِكِ لخصوصية بنيناها عبْر الحقب التاريخية
هوية الجنوب العربي جوهرٌ القضية وحقيقة ثوابت العدل وصنع الذات البصمة التي يتميز بها عن اليمن
اليمننة السياسة سعت لطمس الهوية وفرض هوية اليمن على شعب الجنوب العربي لكنها لم تستطع إلغاء الذات نفسها
فالهوية هي الحصن المنيع للذات. هي التي تنشئها وتمنحها التميز والتفرّد وتحدد لها الاتجاه في الحياة ومن خلالها تستطيع بناء علاقات جديدة منفتحة ومثمرة
لتنهي حالة من حزن نتجت عن علاقه صراع إشتباكية دامية حدثت ما بين الجنوب العربي و اليمن في مرحلة من مراحل التاريخ
في الوقت الحالي
الحرب الفكرية ومحاولات التشبت باليمن
كهويه (اليمن الجنوبية أو الجنوب اليمني) ومحاولة استبدالها وإلغاء هوية الجنوب العربي تعد من أخطر أشكال الهجمات التي نتعرض لها
نحن في حاجة إلى التحديث كفاعلين مساهمين ولكن في حاجة إلى مقاومة الاختراق وحماية هويتنا وخصوصيتنا الثقافية من الانحلال والتلاشي
ووضع مضامين واضحة لها لمواجهة محاولات البعض تسويق مضامين مختلفة تسعى لإفراغ الايديولوجيات من محتواها مايهدد بفقدان الانتماء والانحراف عن القضية الرئيسية التي نناضل من أجلها منذ عقود
آليات الخطاب الإعلامي والسياسي تقتضي العودة إلى الأصول في التاريخ والتراث ، من أجل الانطلاق منها وبها إلى المستقبل ليس حفاظا على الذات الهشّه أمام الآخر ، بل في إعادة صنعها من جديد وتقوية عودها للوقوف بجانب الآخر الندّ للندّ
الدور الريادي سيكون أمام أخطر التحديات الراهنه والتحولات المتسارعه ، التي يُفترض ترجمتها إلى فعل سياسي واعٍ تؤسِّس حقائقَ حضاريه ثقافيه اجتماعيه وفكريه واقتصاديه وسياسيه
يجب الاستفاده من هذه التحولات التي لا تتعارض البتّة في آنٍ واحدٍ مع التاريخ والهويه الجنوبيه العربيه
كما يجب أن تُعْطى ثقافتُنا الوطنية أبعاد استراتيجية منها العمل على تأصيل هوية الجنوب العربي ، وذلك عبر النظرة الشاملة إلى مسيرة حضارته ، والاستقراء الواعي لمكاسبه التاريخية وإحكام تفاعله مع كل امتداداته الحضارية وتوظيف إيجابيات تراثه في خدمة اتحاده وتقوية مناعته ضد الغزو والاستلاب الفكري
الانشغال بالماضي على حساب الحاضر هو الخسران بعينه أي رهْن المستقبل لصالح الماضي العزيز علينا جميعا
فإذا كان الاحتلال اليمني لم يتمكن طيلة اكثر من 50 عام من مسخ هوية الجنوب العربي، فكيف يمكن ذلك الآن بعد أن تحررت أرضنا وحققنا الانتصار ونختتم مشوار طويل من الكفاح والنضال مُلىء بمحطات ثرنا بها، وقدمنا قوافل الشهداء التي جددت فينا وعززت إرادتنا للدفاع عن عزة وطن وقداسة أراضيه وأصبحنا على مشارف إعلان الاستقلال الثاني لدولة الجنوب العربي
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الجفري
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس حلف قبائل وابناء شبوة