يتردد هذه الايام صدى السلام في اليمن جنوباً وشمالاً ولا يمكن لاي عاقل سوي السريرة ان لا يستبشر بالسلام ويسعى اليه ويشارك في صنعه ان استطاع بكل السبل.
ولكن هناك من يخلط بوعي او بدون وعي بين ترحيبنا وسعينا للسلام وتمسكنا بحق شعب الجنوب في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها عدن.
اننا نؤمن ايماناً راسخاً ان في عودة دولة الجنوب كاملة السيادة المستقلة الحرة تحقيق للامن والاستقرار ومدخل للتنمية للشعبين في الجنوب والشمال وللإقليم والعالم. يعزز السكينة والسلم الاجتماعي ويؤمن روح الوئام والتصالح ويحافظ على المصالح الاقتصادية للشعبين بصفة مستدامة.
ان اي فكرة او رؤية لا يمكن ان يفرضها لا القوة ولا المال ولا النفوذ والسلطة مالم يكن لها قبول من قبل الشعب على الارض. وفكرة الوحدة لم يعد لها قبول على الاطلاق وقد فشلت كل التجارب والمحاولات لاعادة فرضها( وثيقة العهد والاتفاق وحرب ٩٤ وحوار موفنبيك وحرب ٢٠١٥ وما بينهما ) وكانت النتيجة كل هذا الدمار والخراب والشهداء والجرحى والارامل والثكالى والايتام.
مصالحة وطنية حقيقية في الشمال واستكمال مسيرة المصالحة السياسية والاجتماعية في الجنوب ودولتين جارتين متعايشتين سلمياً يحافظ فيهما على حقوق الناس ومصالحهم الشخصية والوطنية هي من وجهة نظري الفكرة او الرؤية الوحيدة التي لها قبول وقابلة للتطبيق وتضمن مصالح وحقوق الجميع.
ان من لازال يعتقد انه يستطيع ان يتعسف التاريخ والجغرافيا والواقع واهم ومخطىء ولا تعنيه مصالح الشعبين في الشمال والجنوب.
ان الرؤية الحكيمة والوطنية والهادئة والهادفة والمترفعة عن المصالح الانانية والشطحات البشرية والخالية من الرغبات الشخصية والغرور والغطرسة هي مفتاح النجاح والسبيل الامثل لوقف الحرب وانهاء الصراع والقبول بالعودة الى الوضع الطبيعي لما قبل مايو ٩٠ هو البداية التي يمكن ان يضمن الاستمرار والاستقرار.
ان السلام لا يعني باي حال من الاحوال الاستسلام او الخضوع. سلام الشجعان مطلوب ومرحب به وكل ما سيأتي بعده شعب الجنوب فقط المخول الوحيد بالقبول به او رفضه وكذلك هو حق للشعب في الشمال. ولا نحن ولا اي مخلوق في الدنيا يستطيع ان يفرض على شعب الجنوب اي خيار لا يقبل به وقد جرب كثيرون من قبل وها نحن فيما نحن فيه.
نعم للسلام ووقف الحرب. وحق شعب الجنوب حق ولا فوقه الا ( الحق) تبارك وتعالى ولن نخضع الا له. تحياتي