ٱه يا غزة المجد والبطولة والتحدي، ماذا بوسعنا أن نفعله من أجلك؟ كيف لنا أن نقدم لك ولأهلك ومقاتليك ما نستطيع من دمائنا وزادنا وارواحنا؟؟
ٱه يا غزة كم بنا من مشاعر القلق والخوف عليك من عدوانية جيوش البغي والجبروت والطغيان، ومن حلفائهم الانذال والمتعربدين، الذين هرعوا من كل ادغال الموت لتدميرك وإبادة مواطنيك.
يا للقهر والحسرة ان نشاهد ٱلة الحرب والدمار تحتشد من كل الجهات حولك تدعمها وتقف إلى جانبها حاملات الطائرات واساطيل الإرهاب الأمريكي والبريطاني والفرنسي وأنت لوحدك تقاتلين با مكانياتك المحدودة، تقاومين بكل بسالة وشجاعة وعنفوان لا تقهر بمشيئة الله تعالى، تقاتلين بارادة تسمو بمعنوياتها أفاق السموات ورحاب الكون الفسيح، تقاتلين لوحدك بينما فيالق الجيوش العربية تتوارى بعيدا وحكامها وقادتها يرقصون في ملاهي وحانات اللهو والمجون في عواصم البلدان المحتشدة حولك والمتأهبة لاقتحامك عنوة وتعالي وغرور، لقد اظهروا بوقاحة واحتقار عن مدى حبهم وخضوعهم وخنوعهم لدولة إسرائيل المرعوبة من أبطالك الميامين.
فيا ملهمة الرجال على الاقدام والاستبسال، ومعلمة الأحرار على صناعة اسلحتهم المتواضعة لمواجهة صلف الطغيان والاستبداد، ويا مذهلة الراي العام العالمي بما تبتكريه من خطط الاقتحامات العسكرية لهتك اعراض السيادة اليهودية واهانة هيلمان الاستعراضات الصهيونية، وتكبيد عجرفة القبة الحديدية الإسرائيلية أروع دروس الاختراقات الذكية، التي لم تكن في حسبان الجنرالات والحاخامات المترهلة، التي جاءت غازية من شواذ الأفاق للاستيطان على أرضك المقدسة، فرضت عليك تحت سوط الانتداب من قبل علوج البغي والاستكبار البريطاني بجريمة وعد بلفور سيئ الصيت من عام 1917م.
ندعو الله ونتضرع إليه بأن يمدك بمعنويات الصمود وقوة الصبر والتحدي، وأن يفشل نواياهم ومخططات عدوانهم ويرجع كيدهم إلى صدورهم، وان يعم فيما بينهم الخلافات والصراعات الداخلية، فلا يستقر لهم قرار ولا يتفقون على راي، وأن يدب في نفوسهم وقلوبهم يقين الهزيمة والخذلان، وان يجعلهم كعصف مأكول في هذه اللحظات التي يستعدون فيها لاحتلالك.
حفظك الله يا غزة ونصر مقاومتك على جبروت العدوان الإسرائيلي، وتعازينا ومواساتنا لأسر شهدائك الأبرياء ومقاتليك الأبطال.