كتب / ناصر التميمي
منذ عقود طويلة ونحن نسمع عن احلال السلام في المنطقة لاسيما في الجنوب واليمن من الأشقاء في الإقليم والأصدقاء في الدول التي تمتلك القرار الدولي ،اعتقد انا شخصياً أن هذه الكلمة أصبح الأكثر شيوعاً في وسائل الإعلام وأفواه المسؤولين في الأقليم والعالم ،الذين أصابونا بالصداع من خلال ترديد هذه الكلمة التي أصبحت نغمة يتم ترديدها بإستمرار في اي لقاء بخصوص مايحدث في المنطقة ،لقد أصبحنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً ،كل ما في الأمر ان حقيقة هذا السلام ماتزال غائبة وسبله غير واضحة للعيان لا من قريب ولا بعيد .
كل مافي الأمر أن الإقليم والدول الراعية للسلام والأمم المتحدة لاتزال تدور في فلك مغلق ولاتريد أن تعترف بالحقيقة المفروضة على واقع الأرض في الجنوب ،حيث انهم يتعمدون الهروب عن معالجة قضية شعب الجنوب عن قصد ارضاءً لبعض القوى المحلية والدولية التي تريد اطالة أمد الصراع في المنطقة رغم أنهم يعلمون جيداً أنه لايمكن أن يستتب الأمن والإستقرار في هذه المنطقة الهامة والإستراتسيجية الا عن طريق بوابة الجنوب دون ذلك فهو مضيعة للوقت دون جدوى ،ولو عدنا قليلاً الى الوراء وتحديدا في عام 2011م عندما تدخل الإقليم والعالم وتم هندسة ماسمي آنذاك بالمبادرة الخليجية التي صممت بخبث ومكر من أجل جر الجنوب الى الوحل اليمني بطريقة جهنمية ،وبمباركة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يتغنى بفرض الأمن والسلم الدوليين زوراً وبهتاناً .
وفعلاً تجاهل الإقليم والعالم الصوت الجنوبي الذي ينادي بإستعادة الدولة وان يكون الجنوب حاضرا في اي حوار او مفاوضات كطرف رئيسي وحامل لقضية شعبه ،وتم التوقيع على ماسمي المبادرة الخليجية دون اشراك الجنوب ،ومن حينها رفضت القوى المؤمنة بإستعادة الدولة هذه المسرحية الهزيلة التي أفضت الى الحوار اليمني في فندق موفمبيك في العربية اليمنية ،وحينها قال الرئيس علي سالم البيض في مقابلة متلفزة سيتحاورون سنة ويخرجون من القاعة الى الدبابة وفعلاً قرعت طبول الحرب قبل انتهاء الحوار المزعوم الذي تغنوا به كثيراً رقصوا فرحاً وأصابهم الهوس السياسي بأنهم قد نجحوا في التفافهم بمكرهم وخداعهم العفن على قضية شعب الجنوب .
اليوم نحن في الجنوب نواجهة مؤامرات كثير وخطيرة للإلتفاف على الجنوب ببعض الحلول المنقوصة وفق اي تسوية عمياء هنا أو هناك ،الا انهم هذه المرة ينصدمون بجدران المجلس الإنتقالي الفولاذي الذي تتحطم عنده كل المشاريع البالونية التي يتم نفخها في سلطنة عمان التي تحاول النطنطة من القمة الى القمة وعاملها نفسها الا المصلح الصادق والمؤتمن والموثوف به ،هي تلعب لعبتها في كواليس السياسة القذرة لتركيع الجنوب والآنصياع لحلفاءها من القوى اليمنية التي تعزف لهم سيمفونية الحل الوهمي الذي تبحث عنه في الغرف المغلقة والتي لا تقدم الحلول بل تمعق جذور الخلافات .
والله الشي المضحك والسخيف ان هناك من لا يزال هناك يحاول احياء بعض المبادرات التي عفى عنها الزمن ورميت في سلة المهملات والتي يصفها البعض بالمرجعيات ويدافعون عنها بشراسه رغم انهم يعلمون جيداً انها ،لم تعد مقبولة ولم تكن مقبولة من الأطراف منذ ولادتها لاسيما الجنوب ،فهم يحاولون التمترس خلفها ولا يريدون الإعتراف بالمواقع الجديد التي تشكل بعد عام 2015م وظهور قوة جديدة في الجنوب أصبحت كابوس في نفوس القوى اليمنية ،يعتقدون انهم سينجحوا في ترويض المجلس الانتقالي ،وهذا اعتقاد خاطئ ولن يتحقق لهم مايتهمون له من ملكوا من قوة ،يكفي ما أصابنا من ظلم وقهر من قبل دعاة الوحدة المقبورة الذبن لاهم لهم الا الجنوب وتركوا معركتهم الحقيقية ،يجب ان يعرف هؤلاء الواهمون الذين لازالوا يعيشون في أحلام اليقظة ،ان الجنوب أبعد عليهم من بعد الشمس عن الأرض ،ولن يرضى بأن يعود تحت حكمهم مرة ثانية قط ولو وفف العالم كله معهم .
ان إستمر الإقليم والأمم المتحدة تدور في نفس الفلك ،فإنه لا سلام سيتحقق في المنطقة أبداً دون الرجوع الى جوهر الأزمة الحقيقي المتمثل بالقضية الجنوبية ،فإن الجميع الى رشدهم واعترفوا بالقضية الجنوبية، وتم وضع لها اطار تفاوضي خاص وممثل رئيسي هو المجلس الانتقالي الجنوبي فإن الأمور ستحسم والسلام سيعم المنطقة اذا ادركوا هذه الحقيقة التي تقول لا سلام الا عبر بوابة الجنوب ان ارتم ذلك .