بقلم: نادرة عبد القدوس
بعد النجاح العظيم الذي حققه الجنوبيون، بتوقيع المكونات السياسية والحزبية، الجنوبية، المختلفة على الميثاق الوطني الذي أجمعت عليه، في اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي ورعاه الرئيس القائد، عيدروس قاسم الزُبَيدي، من الفترة 4 - 8 مايو الجاري، يأتي انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي.
وتكتسب الدورة السادسة للجمعية الوطنية، أهمية بالغة، كونها تأتي بعد التطورات الجذرية التي شهدتها هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، في إعادة هيكلتها، لترتيب اوضاعها، كما شهد الوضع التنظيمي في المجلس الانتقالي تغييراً مشهوداً، حيث سُنت قرارات من الرئيس القائد، لملامسة التغيير في النظام الأساسي للمجلس وتأسيس هيئات جديدة تتعلق بالمرأة والشباب والشئون الاقتصادية والسياسية وغيرها من الشئون والمجالات، ذات العلاقة بالمجتمع الجنوبي والمواطن الجنوبي التواق إلى الاستقرار والأمن والسلام والتنمية المستدامة، على طريق بناء الدولة الفيدرالية الجنوبية المستقلة، بعد فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية المغدورة.
إن ما حدث بعد التفاف الجنوبيين، حول المجلس الانتقالي ووقوفهم صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد، في لقائهم التاريخي العظيم الذي شهدته العاصمة عدن، من الرابع حتى الثامن من الشهر الجاري، إنما يُعد ثورة سياسية سجلها التاريخ الجنوبي في أنصع صفحاته لتقرأها الأجيال القادمة.
من هنا تأتي أهمية انعقاد الدورة السادسة للجمعية التي ستشهد، أيضاً، إعادة صياغة وثائقها وأدبياتها المواكبة للمتغيرات الجذرية في المجلس الانتقالي وكذلك؛ فإن الجمعية الوطنية ستشهد، أيضاً، إعادة هيكلتها وترتيب وضعها وتصحيح مسار عملها، تناسقاً وتسامقاً مع التغييرات في جسد المجلس الانتقالي الجنوبي.
إن انطلاق جلسات الدورة السادسة للجمعية الوطنية في 21 حتى 23 مايو الجاري، في مدينة المكلا، له دلالاته السياسية، ذلك أن حضرموت، الجناح الجنوبي الثاني، بعد عدن، في جسد السقر الجنوبي. حضرموت هي العمق التاريخي والحضاري للجنوب، لذلك جاء اختيار المكلا، للمرة الثانية، لانعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية، تأكيداً على جنوبية حضرموت وأنها بعيدة المنال على أعداء الجنوب.
نؤكد في الختام أننا، كجنوبيين وإن أختلفنا في الرؤى السياسية، إلا أننا نلتقي عند كلمة سواء بيننا، طالما يجمعنا هدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية. وطالما ندرك، جميعنا، أن كرامتنا وعزتنا، في وحدتنا على أرضنا الجنوبية وتحت سمائها. كان للجنوب، ما قبل 1990م، دولة صمدت على مر تاريخها، بعد نيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، أمام مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية وكانت أنموذجاً يحتذى به ويفاخر به بين الأمم وكانت لها مكانتها الرفيعة في المحافل العربية والاقليمية والدولية.
اليوم، مطلوب من كل الجنوبيين الشرفاء، ترك الماضي، بكل صوره والبدء بتشمير السواعد وإعمال العقل ورص الصفوف للعمل من أجل إنجاز المهام القادمة، نحو استعادة الدولة وتأسيس وبناء الدولة الجنوبية الجديدة التي سترتقي بإنسانها وستحقق آماله وطموحاته، دولة نفاخر بها بين الأمم ولسنا أقل من أي أمة.