كتب/فؤاد جباري
معركة شعب الجنوب مع الإرهاب ستظل قائمة إلى أن تتخلى قوى الشمال عن هاجس السيطرة والضم والإلحاق وتعترف بالواقع الجديد الذي فرضته الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.
كان الأحرى بهذه القوى أن تعمل على رأب الصدع والبحث عن أطر لتُفعِل من خلالها مبادئ حسن الجوار والعيش بسلام لهذا الجيل والأجيال القادمة لا أن تُعمق من الأحقاد والضغائن التي زرعتها ولازالت توقد نارها حتى اللحظة.
نحن في الجنوب دفعنا -ولازلنا ندفع حتى الساعة- ارواح ودماء خيرة شبابنا ورجالنا ثمناً لوهم الفكر الإستعلائي القبلي الذي هي عليه قوى الشمال والذي دخلت من زاويته فيما تسمى بالوحدة واجهضتها منذ نعومة اظافرها حينما رأتها فرع عاد للأصل، ووحدة نهب وسيطرة ونفوذ وتكفير وقتل، والذي بسببه -هذا الفكر- بات شعب الجنوب يلفظ الوحدة ويمقتها بالقدر الذي أحبها وذهب مهرولاً لأجلها بشعور العاشق الولهان في مايو 90.
لابد لقوى الشمال واقصد -هنا قوى الإخوان بزعامة علي محسن الأحمر- أن تفيق من سباتها وأن تُقيّم وضع الشمال اليوم الذي بات يصدح جهاراً باسم قُم والخامنئي، وهذا الواقع ايضاً افرغ ما تسمى بالوحدة من محتواها وجعل واقع فك الارتباط بالنسبة للجنوبيين ولدول الإقليم والعالم ضرورة حتمية حتى يعيشوا بسلام بعيد وصاية الولي وبعيد عن عبثية الأهداف الإيرانية التي بات تهدد المنطقة برمتها.. لابد للشمال الذي خطفته يد ايران ان يعود لحضن الوحدة هو اولاً حتى نناقش وضع الوحدة بعد هذا الواقع.
يجب أن يعي علي محسن الأحمر الذي يقود حرباً ضد الجنوبيين اليوم في اطراف ابين وشبوة تحت يافطة القاعدة أن شعب الجنوب اليوم بات يملك من المخالب التي بالفعل قادرة أن تطاله إلى داخل مخدعه في مأرب بدعم اقليمي ودولي، وبات بيد شعب الجنوب الشرعية التي تمكنه من التحرك في القضاء على افكاره التي لم تزعج الجنوبيين فحسب بل باتت مصدر قلق يهدد الأمن الأقليمي والدولي على حد سواء.
قرار الخلاص من الإرهاب والتطرف المُسيس والقوى الداعمة والراعية له قد اتُخذ، ولن يقبل شعب الجنوب ان تظل أرضه مرتع لهذه الجماعات السياسية التي باتت منبوذة على رأسها قوى الإخوان التي يديرها الجنرال العجوز، ومن اجل احلال السلام والأمن الإقليمي والدولي في هذه الرقعة الجغرافية الهامة من العالم، لن يوقف #سهام_الشرق و #سهام_الجنوب إلا حدود السلطنة والمملكة.