بقلم / عنتر الشعيبي
في إحدى محاضرات الجامعة، دكتور اللغة العربية واقعة غريبة وطريفة حدثت في التسعينيات، حين أرسل مسؤول يمني ابنه إلى ألمانيا لدراسة الطب البشري، وحينما وصل الابن تفاجأ أنه لا يمكنه تخصص الطب، لأن شهادته أدبية، وذلك التخصص يتطلب شهادة علمية !
ولمّا أخبر الطالب أباه بالأمر، قال له أن المسألة بسيطة، ولن يمضي أسبوع إلا والشهادة العلمية بين يدي الكلية في ألمانيا ، وفعلًا كان ذلك، ورغم أن الأمر صادمًا إلا أن الكلية قبلت الطالب، كون شهادته العلمية رسمية ومُعمّدة وليس ثمّة ما يُثبت عكس ذلك !!
في اختبارات المستوى الأول ، مادة التشريح ، كان الاختبار عبارة عن سؤال: اشرح بالتفصيل عملية تشريح الأرنب ؟
لسهولة العملية، أجاب الطالب ونجح ..
في المستوى الثاني، كان السؤال: اشرح بالتفصيل عملية تشريح السمكة ؟
فكان جواب الطالب : تشريح السمكة يختلف كثيرًا عن تشريح الأرنب ، لأن تشريح الأرنب ... وأخذ يشرح كيفية تشريح الأرنب !
رسب الطالب، لكن وساطة من السفارة اليمنية تمكنت من إقناع الكلية برفع درجته، فنجح ..
في المستوى الثالث، كان سؤال مادة التشريح هو : اشرح بالتفصيل عملية تشريح الإنسان ؟
فأجاب الطالب : إن تشريح الإنسان يختلف كثيرًا كثيرًا كثيرًا عن تشريح الأرنب، فتشريح الأرنب يبدأ بــ...و عاد يتحدث عن تشريح الأرنب !
لكن نفذ صبر الكلية هذه المرة، فطردت الطالب !
وبالمناسبة، قبل سنوات كان ذلك الفاشل سفير بلادنا في دولةٍ عربية، للأسف ..
الشاهد هنا، أنه رغم أن مشكلتنا واضحة كما الشمس في رابعة النهار، وهي عودة دولة الجنوب وعودة الجمهورية العربية اليمنية الى ما قبل عام 90. إلا أن البعض يحمل المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية ما يحدث ..
انقلب الحوثيون على الدولة وقتّلوا ودمروا وعاثوا في الأرض فسادًا، ومع ذلك ثمّة من يتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بالخيانة بالرغم أن القوات الجنوبية والمقاومة الجنوبية هي من حررت المحافظات الجنوبية خلال فترة قصيرة وحررت الساحل الغربي وصولاً الى أسوار محافظة الحديدة!
فوضى عارمة في مارب وتعز ، لكن الأقلام المُهترئة تحمل المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية مايحدث !
محاولات تجري على قدم وساق لتدوير مخلفات الهالك صالح وإعادتها إلى الواجهة، ورغم ذلك فإننا نلحظ دُعاة الحداثة لا يجيدون سوى مهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي، ويفشلون في تشريح الأسماك والإنسان ..
وكأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الأرنب الذي يُجيد الفاشلون تشريحه دون سواه !
لايكتبون عبارة إلا وفيها طعنًا في المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن ذلك كمن يضرب على حديدٍ بارد !
لاينطقون جملة إلا وتحوي شتمًا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وسرعان ما يكتشفون أنهم ينفخون في قربة مثقوبة، ومع ذلك يُمعنون في سذاجتهم !
يا لحمقهم، إنّهم يحاولون قبض أشعـّة الشمس، وهل يمكن أصلًا قبض أشعتها ؟!!
ولأن تشويه المجلس الانتقالي الجنوبي ليس كتشريح الأرنب فإن الوعي الشعبي سيلفظهم، تمامًا كما فعلت الجامعة الألمانية مع الطالب الفاشل !