كتب/ ياسر اليافعي
الحقيقة ان الخليج العربي اقرب الى أبناء الجنوب من صنعاء وصعدة، هذا ما اكدته الوقائع والاحداث والروابط الاجتماعية.
ذهب ابناء الجنوب الى صنعاء بدولتهم وأرضهم ونظامهم وثروتهم، وعادوا جميعهم مطرودين من الرئيس البيض الى الرئيس هادي.
طردوا جميعهم من صنعاء واحتضنهم الخليج العربي، رغم ما قدموه من تنازلات للشمال على حساب الجنوب، ورغم وقوفهم في مراحل كثيرة ضد دول الخليج.
دخلوا في وحدة غير مدروسة كل بنودها وكل مخرجاتها لصالح الشمال، وتحولوا الى أعداء للشرعية وانفصاليين وإرهابيين وقتلة ومجرمين محكوم عليهم بالإعدام.
لم يذل احد الجنوب مثل ما أذلته صنعاء، ولم يقف احد مع ابناء الجنوب مثل ما وقف الخليج العربي .
لم يكتفوا بذلك بل الحكام الجدد للشمال في 2015 أرادوا اخضاع الجنوب بالقوة مرة أخرى، بحرب غير متوازنة ولا متكافئة، استخدموا فيها موارد الدولة وأسلحتها واموالها لإنهاء الهوية العربية السنية لأبناء الجنوب.
تدخلت دول الخليج مرة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، رغم كل التعقيدات التي تعيشها المنطقة والعالم، وساهموا بدعم الجنوب عسكرياً واعلامياً ومادياً، وظهر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اوقف عبث القوى السياسية الشمالية بالجنوب، قوات العمالقة الجنوبية التي ردت الاعتبار للأرض والانسان في الجنوب، وظهرت قوات الأحزمة الأمنية والدعم والاسناد والنخب الحضرمية والشبوانية، لتحفظ الامن والاستقرار وتقطع يد العبث التي طالت مناطق الجنوب طوال 30 عام.
كيف تريدون من ابن حضرموت او يافع او شبوة وسقطرى وغيرها من المناطق الجنوبية، ان يقف مع صنعاء ” الحوثية ” ضد الخليج العربي الذي كان سند وعون له في مراحل كثيرة.
اليوم الالاف من ابناء هذه المناطق صاروا مواطنين في هذه الدول ولهم حقوق وعليهم واجبات في بلدان اعزتهم وقدرتهم وإعادة الاعتبار لهم ولأهلهم، بعد ان فقدوا مواطنتهم وكرامتهم وحقوقهم في الداخل بسببكم !
هذا الترابط ليس جديد بل التاريخ يعيد نفسه ولن تستطيع اي قوة تغييره وان حدثت بعض الإرهاصات في مرحلة من المراحل ..