نعت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، اليوم الثلاثاء، وفاة الإعلامي البارز، المغفور له بإذن الله، الأستاذ أحمد عمر بن سلمان، الذي وافته المنية اليوم في العاصمة عدن بعد حياة حافلة بالأداء الإعلامي الإذاعي المتميز.
فيما يلي نص بيان النعي:
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"، صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن والأسى تنعي الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، وفاة الإعلامي الجنوبي البارز المغفور له بإذن الله تعالى، الأستاذ أحمد عمر بن سلمان الذي وافته المنية اليوم بالعاصمة عدن، بعد أكثر من نصف قرن من الأداء الإعلامي الوطني المتميز.
وبرحيل الإعلامي بن سلمان تكون العاصمة عدن بشكل خاص، والجنوب بشكل عام، قد فقدت علماً من أبرز أعلامها، ومشعلا من مشاعل التميز وبرز إبداعه في عدة مجالات ومنها العمل الإذاعي، والترجمة إلى جانب عمله تربويًّا في ستينات القرن الماضي، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي في مسقط رأسه بمديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت وتخرج من المدرسة المتوسطة عام 1955م، ونظراً لتميزه تم إيفاده لدراسة الثانوية في حلوان، وحصل على نسبة عالية مكنتنه من دخول كلية الطب، لكنه عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده دون إكماله رغبته بدراسة الطب آنذاك.
وبرز الفقيد الراحل في عدد من المجالات التي عمل بها؛ ومنها عمله في قسم ترجمة اللغة الإنجليزية في إدارة المباحث الجنائية، قبل إحالته للتقاعد منذ أكثر من عقدين، ليكمل مشوار حياته في ستينات القرن الماضي في السلك التربوي، إلى جانب عدد من الرواد في مجال التعليم آنذاك.
إلمامه في اللغة الإنجليزية؛ ساعده ذلك كثيرا في الاطلاع على المعارف والعلوم والأبحاث العلمية التي سخرها لخدمة برنامجه الإذاعي الشهير الذي "العلم والإنسان" منذ أغسطس 1965م على إذاعة عدن، كأحد أبرز البرامج العملية الإذاعية الناجحة والأكثر استمراراً على مستوى إذاعات الشرق الأوسط، وحوّل الراحل بن سلمان الحقائق العملية التي جمعها خلال دراسته وأبحاثه إلى صوت مسموع في متناول عامة الناس عبر أثير إذاعة عدن أكثر الوسائل الإعلامية نجاحا وانتشاراً آنذاك.
لقد كان الإعلامي الإذاعي الكبير "عالماً وإنساناً" ولامس بصوته المتميز عن جميع الأصوات الإذاعية؛ مسامع عشاق ومستمعي إذاعة عدن بأسلوبه الممتع والجذاب ليرغم كل من يسمع نبرة صوته للاستماع لما يقدمه من حقائق علمية ومعلومات قيمة مطعمة بالترجمة للإنجليزية لا تجدها في أي برنامج آخر؛ ليترك بصماته في وعي أجيال عديدة ممن عايشت برنامجه الشهير العلم والإنسان، وبرنامج (كلمتين اثنين)، ليجمع حوله كل المستمعين بمختلف ثقافاتهم واهتماماتهم.
لم يكن الإعلامي المخضرم أحمد عمر بن سلمان مجرد إعلامي وباحث؛ بل كان مدرسةً في التواضع والأخلاق والقيم والمبادئ الحسنة التي تشرّبها من المدرسة الحضرمية الوسطية التي ينتمي إليها، وحظي بحب كل من جالسه أو عايشه أثناء عمله في الإذاعة أو المدرسة والترجمة أو المنزل ناهيك عن حب الملايين لصوته الإذاعي الفريد.
إن الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي وهي تنعي وفاة هذه الشخصية الوطنية والأدبية والثقافية والصحفية الكبيرة تتقدم بخالص التعازي وعظيم المواساة باسم جميع قطاعات الهيئة الإعلامية وأبناء الجنوب كافة إلى جميع أفراد أسرته الكريمة وأقربائه وزملائه في الوسط الإعلامي والثقافي، وإلى أبناء عدن وحضرموت كافة بهذا المصاب الجلل، سائلةً الله تعالى أن يمُن عليه بالرحمة والغفران، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن :
الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي
العاصمة عدن