الهيئة العامة لحماية البيئة بسقطرى تصدر بيان توضيحي حول موت أشجار دم الأخرين

الهيئة العامة لحماية البيئة بسقطرى تصدر بيان توضيحي حول موت أشجار دم الأخرين

الهيئة العامة لحماية البيئة بسقطرى تصدر بيان توضيحي حول موت أشجار دم الأخرين
2021-11-24 11:05:22
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

قام فريق من الهيئة العامة لحماية البيئة فرع سقطرى ومشروع الدعم المتكامل للصون والتنمية المستدامة بنزول إلى المنتزه الوطني دكسم للتأكد من حالة الموت لأشجار دم الأخوين حسب ما ورد في تلك المواقع من سقوط عدد من أشجار دم الأخوين وبعد الاطلاع والملاحظة.

 

وبحسب مسوحات سابقة بعد الأعاصير التي ضربت سقطرى في الأعوام القليلة الماضية حصل اقتلاع العديد من الأشجار في سقطرى واهمها شجرة دم الأخوين ولا يزال آثارها إلى اليوم وحسب النزول اليوم تم رصد شجرة واحدة دم الأخوين الواقعة في مفرق شبرة دكسم. 

 

وأفاد الأهالي المتواجدين في المكان والذين تمت مقابلتهم فإن الشجرة ماتت قبل عدة أيام ولا يوجد غيرها إلا التي ماتت أثناء الأعاصير وبعد فحص الشجرة اتضح أن السبب هو وجود تلف عميق للجذع من جهة الشمال مما أدى لتعرض الشجرة للرطوبة وسماح للحشرات باختراق الألياف التي تتكون منها تلك الشجرة.  

 

وينسب بعض الباحثين دم الأخوين للعائلة الهليونية Asparagaceae وهي من وحيدات الفلقة أي أنها تشترك في تركيبها مع الحشائش والنخيل وغيرها من النباتات التي تعطي بذور ذات فلقة واحدة. 

 

وتتميز هذه المجموعة من النباتات بعدم وجود خشب حقيقي وخاصة في الأجزاء الوسطية من النبات، حيث يلاحظ وجود مادة ليفية، والبعض صنفها عائلة منفردة وهي Dracaenaceae.

 

وتنتشر أشجار دم الأخوين في سقطرى في المناطق المرتفعة وتعتبر غابة فرمهن أكبر غابة لأشجار دم الأخوين في سقطرى والوحيدة في العالم لهذا النوع. وتنتشر أيضا شجرة دم الأخوين بشكل أقل في مناطق دكسم وكليم ومحمية سراهن كما تتواجد متناثرة في عدة مناطق أخرى وخاصة في الجزء الشرقي من جزيرة سقطرى.

 

ويعتبر الباحثون أن هذه المناطق كانت عبارة عن غابات سابقة تدهورت بسبب عدة عوامل وأن انتشار دم الأخوين في سقطرى كان أكثر اتساعا مما هو عليه الآن. 

 

ويعزو الدكتور عبد الرقيب العكيشي المتخصص في دراسة شجرة دم الأخوين إلى أن أسباب هذا الانحسار لدم الأخوين يتمثل في عدة أسباب متداخلة منها: 

 

• التغير المناخي: حيث تعيش أشجار دم الأخوين في مناطق رطبة وتعتمد بشكل كبير على الرطوبة الجوية ومع تغير المناخ ونقص نسبة الأمطار والرطوبة الجوية صارت بعض البيئات أقل ملائمة لعيش شجرة دم الأخوين. من جهة أخرى تتأثر أشجار دم الأخوين بالأعاصير حيث إنها أولا: لا تمتلك جذور وتدية قوية (من وحيدات الفلقة) وكذلك لا يتواجد لديها خشب قوي مما يسهل اقتلاعها بالرياح مع ضعف سيقان الشجرة لأسباب أخرى.

 

• الاستخدام الغير مستدام: يقوم السكان المحليين في سقطرى بحصاد المنتج والذي يسمى محليا (إمصلوه، إديهع) من شجرة دم الأخوين للحصول على المنتج ولا بد من جرح الشجرة وتوسيع الجرح مع كل دورة حصاد للحصول عليه وبحسب دراسة قام بها الباحث في محمية فرمهن وجد أن نسبة كبيرة من الأشجار مجروحة بسبب عملية الحصاد والتي تصل نسبتها إلى 84%. وبعض الجروح كبيرة جدا. وتعد الجروح سبب مهم لانحسار أعداد الأشجار وذلك لكونها تعمل فقدان نسبة عالية من اللحاء والذي يؤدي إلى إضعاف الشجرة أمام المؤثرات الخارجية كالرياح والحشرات والفطريات. 

 

• ضعف نسبة التكاثر: تنتج شجرة دم الأخوين كميات كبيرة من البذور ولكن نسبة التجدد منها في البرية ضعيف جدا يصل حسب بعض الأبحاث إلى أقل من 1% بالرغم من أن نسبة الإنبات في المشاتل كبيرة قد تصل إلى 70%.

 

• الرعي الجائر: حيث يعتبر حسب كثير من الباحثين هو العامل الرئيسي لتدهور أشجار دم الأخوين وعدم قدرتها على التجدد وبحسب الباحثين فإن نسبة الإنبات القليلة في البرية ناتجة عن تغذية الحيوانات على الشتلات الصغيرة وخاصة الماعز وكذلك بعض الظروف البيئية الأخرى كقلة الأمطار والتربة وغيرها. 

 

• يعتبر الحصاد الجائر والغير مستدام من أهم العوامل المؤثرة على صحة وسلامة أشجار دم الأخوين وخاصة بعد تدهور العادات والتقاليد السائدة في مناطق حصاد دم الأخوين والتي شكلت أهم عامل لحماية وسلامة أشجار دم الأخوين خلال القرون والعقود الماضية.

 

صادر عن علي محمد سالم - مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة ، محافظة أرخبيل سقطرى.