كتب – منصور صالح.
لا أدري لماذا أشعر دائماً بأن تهامة تمثل حالة استثناء بين مناطق اليمن، وبأن كثير من القواسم المشتركة تجمعها مع الجنوب ، ربما هو تشابه حالة الظلم والحرمان ، والنهب الواقع على تهامة والجنوب ، وربما هي بساطة ناسها وكرههم للاستعلاء والعنجهية كما هو حال ناس الحنوب.
تهامة البحر والوجوه السمر و الوادي الخصيب، أرض الفل والمانجا، والموز ،والرقص، والغنا، والسلا،والشعر وجامعة زبيد “وعزت مصطفى” تقترب كثيرا بتكوينها وكينونتها من عدن وباقي مدن الجنوب ولذلك كان عليها ان تدفع الثمن وأن تعاملها الهضبة باستعلاء ودونية .
منذ عهد عفاش كانت تهامة والحديدة تحديدا، مطمعا ومغنما للصوص الهضبة فنهبوا أملاك التهاميين وأحالوهم إلى شقاة معهم في أرضهم ، وجعلوا من مجرد صوت انتخابي، ومتسولين، في داخل اليمن وخارجه سيما دول الجوار .
برحيل عفاش ظن التهاميون أنهم قد تحرروا، فإذا بهم يدخلون نفقا آخر من الظلم والقهر، في عهد الاخوان، الذين ولوا عليهم ابنهم الاخواني صخر الوجيه ،فأ
كمل مهمة استعباد رجال تهامة لمصلحة إخوان الهضبة والذين لم يكونوا أقل سوءً من حليفهم السابق الذي انقلبوا عليه.
خلال الاربع السنوات الماضية اجتهد التهاميون وقاتلوا وضحوا للخلاص من ” قناديل” الهضبة وكانوا وبدعم من إخوانهم من شعب الجنوب قاب قوسين وأدنى من التحرير والانعتاق ، لكن شرعية الاخوان وبدعم دولي أرتأوا ان للتهاميين مشروعهم التحرري ورغبتهم في استعادة أرضهم وحقهم، كما هو حال الجنوبيين، فمكروا بهم باسم اتفاق استوكهولم، وأبقوهم في قبضة الهضبة واحتلالها .
اليوم فقط أعدم الحوثيون وبتهمة المشاركة في قتل الصماد تسعة من أبناء تهامة بينهم قاصر، أحضروه إلى ساحة الإعدام مسنودا بعد أن أعاقوه في غرف التعذيب .
مسلسل من الألم والوحع عاشته وتعيشه تهامة، لكن ما هو أشد إيلاماً من كل هذا هو استرخاص ناشطي اليمن وأحزابها للدم والكرامة التهاميين ، فلم يحركوا يحتجوا ولم يكتبوا تقريرا حقوقيا ولا تقريراً تلفزيونيا يساوي عشر ما فعلوه من تضامن بدواعي اختفاء دبلوماسية يمنية حوثية من فندق بعدن تبين لاحقا، أنها كانت تقرأ تضامنهم، وتلعنهم بسخرية وهي “مخزنة” في طيرمانتها في أعلى جبل عصر .