قال وينستون تشرشل : *"الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في بيئة التضحيات وتسقى بالعرق والدم"*.
كتب/ صالح شائف
*أعتقد بأن هناك أكثر من سبب وأكثر من مبرر لقرار رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي - القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية؛ أملته المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس الإنتقالي الجنوبي بدرجة رئيسية في هذه الظروف لتصدره للمشهد السياسي الجنوبي؛ وفرضته طبيعة المواجهات المحتدمة وعلى أكثر من جبهة؛ عسكرية وسياسية وإعلامية ومجتمعية كذلك مع أعداء الجنوب وقضيته الوطنية على تعدد دوافعهم ومسمياتهم وأهدافهم النهائية؛ وأصبحت الحرب على الجنوب ومحاولة إحتلاله مرة أخرى واضحة ومعلنة؛ وبعد أن أنكشف تحالف الحوثيين وحزب الإصلاح الإخونجي وهو الجزء الأصيل في ( الشرعية ) والمسيطر على قرارها مع الاسف الشديد في هذه الحرب العدوانية الجديدة وبالتعاون والتنسيق التام مع القاعدة وداعش الإرهابيتين؛ وبات الأمر يعلمه الجميع بما في ذلك التحالف العربي الذي تقوده السعودية؛ ولأن الأمر كذلك؛ فلم يعد ممكناً التعايش مع هكذا أوضاع فرضت على الجنوب ووصلت حد الإختناق المعيشي والنفسي الشامل عند الناس؛ مع إستمرار التحشيد لإسقاط عدن ومعها إسقاط المشروع الوطني بكاملة حسب مخططهم؛ وبالتالي فإن الدفاع اليوم عن الجنوب هي مهمة وطنية شاملة؛ وليس دفاعاً عن الإنتقالي أو غيره؛ ومن هذا المنطلق فإننا نقترح هنا وعلى هيئة ستة عناوين رئيسية للقيام بالإجراءات الضرورية التالية :
أولا — أن تتم الدعوة والتشاور وعلى نحو عاجل مع كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والإجتماعية المؤثرة على الصعيدين الوطني والمحلي والقبلي لتشكيل مجلس دفاع وطني جنوبي يتجاوز حدود المهام العسكرية إلى ما هو أوسع وأشمل وطنياً وتتطلبه طبيعة المرحلة؛ ويتولى التنسيق وتنظيم التعاون وحشد الإمكانيات اللازمة لدعم الجبهات وتنظيم صفوف المتطوعين للقتال في الجبهات وتأمين الجبهة الداخلية عبر أشكال مناسبة بالتنسيق والتعاون مع السلطات المحلية وأجهزة الأمن المختصة.
ثانيا — تشكل مجالس مماثلة وبمهام وإختصاصات وصلاحيات مناسبة تكون ملموسة وتفصيلية على صعيد المحافظات وبعض مناطق الجبهات الأكثر خطورة وأهمية وتطلب معالجات سريعة ومتواصلة.
ثالثا — الإسراع في مباشرة الحوارات الداخلية وعلى قاعدة مواجهة الخطر المحدق بالجنوب وإعتبارها مهمة وطنية مقدسة تسبق ما عداها؛ وجعل ذلك فرصة مناسبة وحقيقية ومدخلاً منطقياً للبحث في آليات التفاهم والتوافق على قضايا المستقبل؛ وسيكون لذلك قيمته وأهميته على صعيد تعزيز وبناء الثقة بين الجميع.
رابعا — عدم الخوض في بعض القضايا التي من شأنها إثارة بعض الحساسيات والخلافات أو التباينات على أهمية حلها؛ ولكن الضرورة تقتضي تأجيل البحث في بعضها لبعض الوقت منعاً لعرقلة الموقف الوطني الذي ينبغي أن يكون موحداً في هذه اللحظات؛ على أن يكون ذلك متفق عليه ولا يمثل هروباً لأي طرف من الإستحقاقات الوطنية التي يتطلبها الحوار الوطني الجنوبي الذي ينبغي أن يستمر بزخم أوسع وتحت مظلة الروح الوطنية التي يجسدها موقف الدفاع المشترك عن الجنوب ومن قبل كل أهله وبكل فئاتهم وشرائحهم وطبقاتهم الإجتماعية وبتوجهاتهم ورؤاهم المختلفة.
*خامسا — ينظر في تشكيل مجلس تنسيق جماهيري يضم في عضويته ممثلين عن النقابات ومختلف الإتحادات النوعية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني؛ على أن تحدد مهامه وصلاحياته ودوره في المجتمع ووفقاً لمتطلبات الحرب المفتوحة مع أعداء الجنوب وبكل أشكالها؛ ليشكل رافداً وطنياً منظماً لتعبئة الرأي العام وحثه على المواجهة والصمود.
سادسا — يتم التفكير جيداً بتوسيع دائرة وإختصاصات اللجان المجتمعية ومنحها صلاحيات تنظيمية ورقابية محددة وضمن ضوابط صارمة ومسؤولة وبما يساهم في ترسيخ الأمن والإستقرار في الأحياء والتجمعات السكانية وتعزيز دورها في تلبية الخدمات الضرورية للسكان وتسهيل الحصول عليها.