هل يطيح المحافظ لملس برؤوس الثعابين والمتاجرين بمعاناة المواطنين؟

هل يطيح المحافظ لملس برؤوس الثعابين والمتاجرين بمعاناة المواطنين؟

هل يطيح المحافظ لملس برؤوس الثعابين والمتاجرين بمعاناة المواطنين؟
2021-05-29 13:56:00
صوت المقاومة الجنوبية/مريم محمد الداحمة

لملس يبدأ مرحلة استئصال الورم

يبدو أن محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس قد اتخذ قرار الحسم والبدء بعملية استئصال الورم الخبيث الذي استفحل في جسد بعض المرافق والمؤسسات الخدمية وألقى بظلاله على الحياة المعيشية للمواطنين الذين لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من المعاناة والأزمات المفتعلة من قبل الفاسدين ولوبي الشرعية المتقلقل في مفاصل الدولة والمسيطر على قرارات الشرعية المختطفة من جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

أزمات مفتعلة.. من يقف خلفها؟

كثيرة هي الأزمات المفتعلة التي تعصف بالعاصمة عدن فما إن تفوق المدينة من أزمة إلا وتدخل بأزمة أخرى أشد من الأولى، يقابل ذلك تحدٍ وإصرار يبديه محافظ المدينة أحمد لملس، الذي أدرك منذ تعيينه بموجب قرار جمهوري صدر في التاسع والعشرين من يوليو/تموز 2020م محافظًا لعدن صعوبة المرحلة والمهمة الشاقة شبه المستحيلة الملقاة على عاتقه لإنقاذ أبناء العاصمة عدن من الوضع الكارثي وجحيم المعاناة غير المسبوقة في المحافظة، فبين خدماتٍ تكاد عند مستوى الصفر، ووضعٍ إنساني وخيم جراء انقطاع المرتبات وانهيار العملة وغلاء الأسعار، بالإضافة إلى الفساد المستشري في جميع قطاعات ومرافق الدولة، تبرز حجم المعاناة والأزمة الإنسانية والاقتصادية التي انعكست بشكل مأساوي على كافة مظاهر حياتهم.

وعلى الرغم من تشكيل حكومة المناصفة، التي كان المواطن يعوّل عليها، إلا أنّ ذلك لم ينعكس بعد على أوضاع المدينة التي ما تزال الأزمات المفتعلة تعصف بها في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخدمات، وانهيار العملة الوطنية وانقطاع الرواتب، فضلاً عن انعدام الوقود وارتفاع أسعاره، وعدم القدرة على تغطية احتياجات المدينة من الكهرباء.

قرارات جديدة لتعزيز الأمن

يرى مراقبون وسياسيون أن القرارات التي اتخذها محافظ العاصمة عدن، أمس الأربعاء، أثناء ترأسه اجتماعا للجنة الأمنية بالمحافظة لتعزيز الأمن وإشراك كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية بتنفيذ هذه الإجراءات الهامة، سوى بداية عملية سليمة لخطوات وإجراءات كبيرة وقوية من شأنها أن تسهم في اقتلاع الفساد واستئصال شأفته من مفاصل المؤسسات والمرافق المرتبطة بحياة المواطنين والتي يبدو بأنها - أي تلك القرارات والخطوات - سوف تطيح برؤوس الثعابين التي ظلت طوال السنوات الماضية ترقص على معاناة المواطنين وتتلذذ بآلامهم. 

واتخذت اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن، في اجتماعها أمس الأربعاء، برئاسة المحافظ أحمد حامد لملس، 5 قرارات من شأنها تعزيز الجوانب الأمنية.

وأقر الاجتماع الإعداد لحملة إعلامية توعوية تسبق تنفيذ الحملة الأمنية التي تستهدف السيارات المجهولة، وحمل السلاح غير المُرخص والتجول به.

وكلف المنطقة العسكرية الرابعة والشرطة العسكرية بضبط المركبات العسكرية والأمنية المخالفة، ومساندة الأجهزة الأمنية في ضبط السيارات المدنية غير المُرقمة.

وقرر أيضاً دعم جهود مؤسسة الكهرباء في حملة إزالة الربط العشوائي، مع توجيه مكتب الأوقاف والإرشاد لحث الخطباء وأئمة المساجد على توعية الشباب وحثهم على انتهاج الوسطية والاعتدال والابتعاد عن التطرف، ومخاطبة رئيس النيابة الجزائية المُتخصصة بشأن سرعة البت في القضايا الجزائية.

واستعرض الاجتماع الوضع الخدمي في العاصمة ومستجداته، وجهود السلطة المحلية لمعالجته، وكذلك الوضع الأمني ومستجداته، وتقييم الأداء الأمني خلال الفترة القليلة الماضية.

لملس يوجه دعوة هامة للمواطنين

وكان المحافظ لملس قد أطلع، في بداية الاجتماع، أعضاء اللجنة على واقع الوضع الخدمي في العاصمة ومستجداته، وجهود السلطة المحلية لمعالجته.

وأشار المحافظ لملس إلى أن تلك الجهود ستتواصل بوتيرة أعلى بالتنسيق مع الحكومة، لتحقيق نتائج كفيلة بتحسين أداء المرافق الخدمية، وعكس ذلك على الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد المحافظ أن قيادة السلطة المحلية تقدر موقف المواطنين ومطالبتهم بتوفير الخدمات، مشيدا في الوقت نفسه بالتعامل المسؤول للجهات الأمنية مع الفعاليات الاحتجاجية التي نظمت مؤخراً وحفاظها على سلميتها.

ودعا محافظ العاصمة المواطنين إلى عدم الالتفات للدعوات المشبوهة والمُسيّسة التي تسعى إلى استغلال أوضاعهم ومطالبهم، وتسخيرها لأهداف أخرى ليس للمواطن أي مصلحة فيها.

تسونامي لملس يبدأ بالكهرباء 

تسونامي محافظ العاصمة عدن أحمد لملس بدأ يوم الأربعاء بإصدار قرار وصفه مراقبون بالقوي والشجاع والذي طال قيادات تقف على هرم مؤسسة الكهرباء بعدن والمناطق التابعة لها.

وقضى قرار محافظ عدن - الذي تحصلت "الأمناء" على نسخة منه - بتكليف الأخ / سالم أحمد سالم الوليدي مديرًا عامًا لكهرباء عدن، والمهندس أحمد سعيد فرج نائبا للمدير العام للشؤون الفنية بكهرباء عدن، والأخت فوزية فضل عبدالله نائبا للمدير العام للشؤون المالية والإدارية، و م.مفيد محمد ماطر مديرا عاما للمنطقة الأولى، وأيسر سعيد صالح نائبا لمدير عام المنطقة الأولى، و م.ماجد صالح محمد مديرا عاما للمنطقة الثالثة، و م.نوفل علي نصر مجمل مديرا عاما لمحطة الحسوة، و م.غسان فؤاد سالم نائبا لمدير عام محطة الحسوة، و م.فكري سالم مشتاق مدير إدارة النقل 132 عدن، و م.ياسين عبدالكريم علي مستشارا لمدير عام كهرباء عدن للشؤون الفنية.

وتزامنت قرارات محافظ العاصمة عدن يوم الأربعاء مع وصول الدفعة الثانية من منحة المشتقات النفطية المقدمة من المملكة العربية السعودية عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على متن الباخرة ENCELIA لتشغيل محطات الكهرباء في إطار الدعم السخي لحكومة المملكة.

هذه هي المؤسسات التي ستطالها قرارات التغيير

بحسب مصادر مطلعة فإن محافظ العاصمة عدن سوف يقوم خلال اليومين القادمين بإصدار قرارات تغيير في بعض المرافق العامة وذلك في إطار سلسلة من الإجراءات والقرارات التي سوف تصدر لانتشال أوضاع المرافق والمؤسسات الهامة.

وبحسب المراقبين فإن القرارات سوف تشمل مدراء إدارات التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسة العامة للمياه والضرائب وإدارة صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وغيرها من الإدارات والمؤسسات التي سوف تطالها قرارات المحافظ لملس.