في الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن ..

في الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن ..

في الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن ..

العميد محسن الوالي

لم يكن يوم 27 رمضان1436هـ من عام 2015ميلادي يوما عاديا في تاريخ أبناء الجنوب؛ بل كان يوماً تاريخياً للجنوب وللمنطقة العربية برمتها، ففي هذا اليوم بفضل الله ومنته تحقق النصر ، وصدحت به المآذن تخبرنا أن قوات المقاومة الجنوبية المكونة من كل أبناء محافظات الجنوب ؛ قد أفشلت مخطط إيران ـ المتمثل بضرب العمق العربي عبر الجنوب وعاصمته عدن ـ وقطعت أيديهم في المنطقة ..

وسيذكر التاريخ عبر صفحاته أن ( عدن ) عاصمة الجنوب برجالها وشبابها ونسائها وشيوخها المدينة العربية الوحيدة التي هزمت المشروع الإيراني في المنطقة شر هزيمة؛ ووقفت سدا منيعا أمام الغزاة الطامعين.

 هزمت عدن الحوثيين بفضل الله وعونه ثم لصدق رجالها لأنها لايوجد فيها نصيرا واحد لهم أو لطهران فكان طبيعي جدا أن تصدح المساجد بتكبيرات النصر مع تكبيرات العيد.

 من الجنوب وعاصمته عدن تمكنت قوات المقاومة الجنوبية؛ وبإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الانتصار للأمن العربي وللدول العربية والإسلامية برمتها ممن طالهم العبث الفارسي الإيراني إلا أن الجنوبيين قالوا كلمتهم وقطعوا اليد الخبيثة في المنطقة دون رجعة.

 في مثل هذه الليلة المباركة نتذكر أبطال تحرير عدن أحمد سيف اليافعي ، وجعفر محمد سعد ، وغيرهم من الأبطال الذين هندسوا لهذا النصر وخططوا له ، كما أننا نتذكر تضحيات إخواننا "كتيبة الدبابات" للقائد الاماراتي الشهيد عبد العزيز الكعبي - رحمه الله - والتي تقدمت من حي عبد القوي باتجاه مطار عدن ؛ يسندها أبطال قوات المقاومة الجنوبية لتحرير المطار ، فسقط الشهيد (الكعبي) حينها مضرجا بدمائه في المعركة وواصل رفاقه معركة تحرير المطار الى أن تحقق النصر ؛ وتحررت عدن بأكملها - فهي الصخرة التي تحطمت عليها طموحات إيران ومرتزقتها الحوثيين وتبخرت على شواطئها أحلامهم وعادوا يجرون أذيال الهزيمة.

 إن تاريخ 27 رمضان يُعد يوم النصر الجنوبي العظيم الذي أزاح ظلام الاحتلال ، وأشرق فيه فجر التحرير على أبناء عدن والجنوب "في هذا اليوم قُضي على المشروع الفارسي الإيراني وكان تحولاً تاريخياً في تاريخ المنطقة برمتها يوماً لا ينسى من ذاكرة الجنوبيين، كيف لا وهو من أعاد البسمة والأمل إلى كل الشعوب التواقة للحرية.

إن الجنوب بامتداده الجغرافي من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا ظلّ وسيظلُّ حراً أبياً ، عربي الهوى والهوية ، ولن يخون عروبته وإسلامه ، وعلى أرض الجنوب تتعاظم مآثر الانتصار للعروبة والإسلام.

 ملاحم تحرير عدن ستظل خالدة في وجدان كل العرب والمسلمين بصفتها أعظم ملاحم الذود عن الأمن العربي، وقطع دابر المخططات التوسعية الإيرانية في المنطقة الإسلامية و العربية بالذات! 

إنها ذكرى أعادت لنا تاريخ حافل بالانتصارات ؛ كما أننا لا ننسى الدور الكبير للتحالف ودولة الامارات العربية خاصة في الدعم بالمال والسلاح والرجال، فلقد اختلط الدم الجنوبي بالدم الاماراتي في عدن، وكان الجندي الاماراتي جنباً الى جنب مع أبطال قوات المقاومة الجنوبية في صناعة النصر؛ وسحق مليشيات الحوثي وكسر مشروع طهران في المنطقة.

فعهداً علينا أننا سنظل أوفياء لمن كان وفيا معنا ، ونبادلهم ذلك على الأرض ماحيينا ؛ مهما زاد نباح المنبطحين وبائعي الوهم ، وتسويق الانتصارات الكاذبة.

رحم الله شهدائنا الابرار .. وفك الله أسرانا الأبطال وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي ، واللواء ناصر منصور ، واللواء فيصل رجب ، وشفى الله جرحانا.. ولا نامت أعين الجبناء ..