لم تمض ساعات على فوزه بسادس ولاية له، حتى أعلن مقتل الرئيس التشادي. فقد بث التلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء، نبأ مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلن المتحدث باسم الجيش، الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان تلي عبر تلفزيون تشاد، أن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة"، مضيفا "نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة ماريشال تشاد الثلاثاء في 20 نيسان/أبريل 2021".
ولاحقاً، أكد الجيش أنه تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي بقيادة محمد إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل.
أتى ذلك، بعد يوم على فوز ديبي بالانتخابات، حيث أظهرت النتائج الأولية أمس الاثنين، أن الزعيم المخضرم فاز بفترة ولاية سادسة، وسط توتر أمني، إثر رصد رتل مسلحين كانوا يتقدمون صوب العاصمة نجامينا.
فقد قامت جبهة التغيير والوفاق المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشق طريقها جنوبا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات، داعية إلى إنهاء رئاسة ديبي.
جرس إنذار
وعرض التلفزيون التشادي الرسمي الأحد، صورا لمركبات محترقة ولعدد صغير من الجثث مغطاة بالرمال. فيما هتف حشد من الجنود بجوار عشرات من المتمردين الأسرى الذين جلسوا وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم.
بالتزامن، دقت تلك الاضطرابات خلال اليومين الماضيين جرس إنذار بين الدول الغربية التي تعتبر ديبي حليفا في قتال الجماعات المتطرفة بما في ذلك بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد والجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الساحل.
حكم مستمر منذ 30 عاما
وكان ديبي (68 عاما) حصل على 79.3 بالمئة من الأصوات الانتخابية في 11 أبريل، بعدما قاطعها كبار قادة المعارضة احتجاجا على جهوده لتمديد حكمه المستمر منذ 30 عاما.
يذكر أن الرئيس القتيل كان استولى على السلطة في تمرد مسلح عام 1990. وكان يُعد أحد أكثر زعماء إفريقيا بقاء في السلطة وحليفا وثيقا للقوى الغربية التي تقاتل المتشددين في غرب ووسط إفريقيا.
لكنه واجه حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية، وتعامل أيضا مع استياء شعبي متزايد على إدارته للثروة النفطية وحملات قمع للمعارضين.