في يوم الأحد الموافق ٢٨/٣/٢٠٢١ غيّب القدر إنسان يملك قلب واسع كوسع مدينتنا عدن وعطوف ورحيم كاحتضان شواطئها لاهلها وزوراها التي تستقبل الجميع بقلب رحب وهي بشوشة.
إنه إبن عدن البار المهندس العزيز عيدروس محمد حسن ، صديقي في دبي لمدة ٣٢ عاما (١٩٨٩-٢٠٢١) ...كان سخي يعطي لكل محتاج دون من .
ويده ممدودة لكل ذي حاجة..وصدره رحب ومحب للآخرين وداعما المحتاجين من الذين يعرفهم أو حتى لايعرفهم...كان أخ وصديق ، صدمة فراقه صعبة وثقيلة ولكن ماعسانا أن نقول سوى الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وهذه إرادة الخالق.
كان دائما يهيج الشجون ويقلب الذكريات في وجع الاغتراب .
ذكريات حارته القطيع في كريتر حين تركها في عام ١٩٧٧م...وحين يسرد هذه الذكريات وكأنه يعيش فيها ، ذكريات الأحباب والاصحاب والأماكن والمطاعم وملاعب التنس الأرضي والرجبي والهوكي وكرة القدم .
ايام الطفولة والصباء والشباب .
حين تستمع إليه وترى في وجهه شعاع ذلك الحب لعدن وأهلها .
كان موسوعة في المعلومات حول عدن اهلها وشوارعها وزقاقها...كنت أرى الحسرة في وجهه لما وصلت إليه عدن .
يتمتع بكثير من الصفات الجميلة .
كان منصت ومستمع اكثر منه متكلم..لم يكن يومن بالفوارق الطبقية ..لا يفرق بين جرسون مطعم وبين مالك عقار أو شركة ..
صبور يشارك الناس همومهم ولايشركهم بهمومه...
غادرنا دون إنذار ، غادرنا فجأة واحسست بانه غادر معه كل شيئ جميل ، كيف أستطيع أن أنسى ضحكتك وبشاشة وجهك وذكرياتك تتلاطم في رأسي فلم أعد أعرف أولها من آخرها.
أخي وصديقي، لقد تركتنا جسدا وليس روحا، فنم في برزخك هادئا وليتولاك المولى عز وجل برحمته ياواحدا من أجمل المخلوقات.
ارثيك بهذه الكلمات التي تعبر عن عميق حزني والمي لفراقك
ذهبوا كل الذين نحبهم
ذهبوا
غادرنا العيدروس
بدون انذار
فصار الجو مر
والماء والاكل
والعيش مرار
من اين لليل ذاك القمر
ومن اين للبحر
شعاعه المنكسر
صار جبين الطقس عابس
اظلمت دنياي
في وسط النهار
فنم ياقرير العين نام
ذكرياتي وامكنتي
تفوح منهما رائحتك
وداعا يا سيد الامراء العظام
وداعا وارجو ان نلتقي
في فرحة الحياة الخالدة
ان شاء رب الاقدار
اخوك وصديقك /
م/ عمر المسني
28- مارس -21 م