أطل زعيم الإرهاب في اليمن عبدالملك الحوثي بكلمة تلفزيونية مملة تجاوزت مدتها 100 دقيقة للحديث عن أخر التطورات التي تمارسها ميليشياتها في اليمن من أجل إعلاء كلمة إيران وتحقيق أجندتها الإرهابة في المنطقة.
وسعى الحوثي خلال كلمته التي بثتها وسائل إعلام حوثية جاهدا التبرير للجرائم والممارسات الإرهابية القبيحة التي تنتهجها مليشياته على أبناء الشعب اليمني تحت مبرر الهوية الإيمانية والدفاع عن المسيرة القرآنية والدين، في إشارة إلى مسؤوليته وميليشياته عن الممارسات الداعشية التي تعرض لها أبناء العاصمة صنعاء وباقي مناطق سيطرتهم خلال الفترة الماضية.
وزعم الحوثي أن ميليشياته تخوض القتال ضد الأميركيين وإسرائيليين وجماعات داعش والقاعدة في محافظة مأرب الغنية بالنفط وذلك
في مسعى من زعيم الميليشيات الحوثية لاستقطاب مزيد من المقاتلين واستنفار رجال القبائل للوقوف مع جماعته للسيطرة على مأرب.
ولم ينس زعيم المليشيا أن يذكّر في نهاية كلمته بملزمة لشقيقه الصريع حسين الحوثي مؤسس المسيرة الشيطانية وصاحب بذرة الخراب الأولى في أوساط الجيل الأول من مليشيا الكهنوت والتطرف الطائفية.
وأفضح الحوثي عن المخطط الذي يجري تنفيذه من قبل ميليشياته في اليمن عبر فرض هوية طائفية ومذهبية دخيلة على المجتمع اليمني، والتحول إلى استخدام القوة الصريحة في هذا المسار، لافتا إلى أن هوية اليمن سوف تكون ذات الهوية التي تسود في طهران، طائفية قبورية متطرفة.
وتحدث محللون يمنيون إلى أن زعيم الحوثيين خرج للتأكيد في كلمته على محورين الأول الإعلان الصريح أن اليمن أو مناطق سيطرته قد أصبحت جزءا من الثورة الخمينية ليس كذراع عسكري فقط بل وعلى مستوى المذهب والهوية، وهذا ما تضمنته كلمته حول الحديث عن الهوية الإيمانية التي أفرط زعيم الكهنوت في التغني بها كان تسويقا لذات الفكر الطائفي الذي تحكم به الثورة الخمينية إيران.
مشيرين إلى أن المحور الآخر الذي تضمنته كلمة عبد الملك الحوثي كان إقرار زعيم المليشيا الضمني بأن قرار صنعاء لم يعد بيده ولم يعد له حتى حق إبداء مقترحات أو مناقشة أو الرد على ما يدور من حراك سياسي دولي حول اليمن وكذلك تطورات معركة مأرب.
وكانت معلومات استخباراتية سابقة أكدت أن مبعوث الحرس الثوري الإيراني في صنعاء المعين كسفير لها حسن إيرلو هو صاحب القرار والمتحدث نيابة عن مليشيا الحوثي.
وأسهب عبد الملك الحوثي في التغني برفض الوصاية واستقلال القرار إلا أن ما يجري على الأرض منافي تمام حيث لم يعد لزعيم الحوثيين حتى قرار إدارة مليشياته وحروبها التدميرية بحق اليمنيين
واعتبر مراقبون أن الخطبة المطولة لزعيم المليشيا بأنها أول نشاط في بداية مرحلة جديدة من التبعية والانقياد لمشروع طهران وثقافة وفكر وهوية العقيدة الخمينية.
وفيما توسل زعيم الجماعة المدعومة من إيران زعماء القبائل مدعياً أن أغلب سكان مأرب يرحبون بجماعته، ضرب عرض الحائط بالدعوات الأممية والدولية لوقف الهجمات، في حين قالت الحكومة الشرعية إنها ملتزمة بمساعي السلام التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث وفق المرجعيات الثلاث.
وجاءت تصريحات الحوثي في خطبة له بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، عشية إصدار جماعته بياناً استهجنت فيه دعوات غريفيث لوقف العمليات الهجومية باتجاه مأرب، وزعمت أن المواقف الدولية بشأن تطورات مأرب، ليست سوى غطاء دولي لدعم من سمتهم «المجموعات التكفيرية».
وكان غريفيث أحاط مجلس الأمن الدولي الخميس، بتطورات الأوضاع في اليمن، مؤنباً الجماعة الحوثية لجهة إصرارها على مواصلة الهجوم على مأرب واستهداف المدنيين ومخيمات النازحين.
وفي الوقت الذي شدد فيه زعيم الجماعة على أتباعه لمواصلة القتال في مأرب والجوف والساحل الغربي وغيرها من الجبهات، أطلق لهم العنان لاستهداف مظاهر الحياة المدنية المتبقية في مناطق سيطرة الجماعة تحت شعار «محاربة الغزو الغربي الثقافي» وتأصيل ما يسميه «الهوية الإيمانية»، في إشارة إلى أفكاره الإيرانية المتطرفة.
وكانت الجماعة عقدت في الأيام الأخيرة في صنعاء وعمران ومناطق أخرى، اجتماعات مكثفة مع شيوخ القبائل الخاضعين لها، وشددت عليهم لإجراء اتصالات مع المنتمين إلى مناطقهم في مأرب، أملاً في استقطابهم وحضهم على التخلي عن مساندة الجيش والحكومة الشرعية.
وبينما لم تظهر الجماعة ولا زعميها أي مؤشرات على نية التوقف عن القتال، أكدت الحكومة اليمنية أنها تواصل انخراطها البناء مع جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، للتوصل إلى سلام شامل ومستدام مبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار 2216.