قد فرض لنا دستورنا الرباني أسس وشرائع وأخلاق ربانية في كيفية التعامل مع اليتامى ك الرفق والمسح على رؤوسهم شفقة بهم لكي لا يشعروا بفراغ فقدان والديهم حتى يبلغوا ذلك السن الذي سيكونون فيه أدرى وافهم، الحب والرحمة والعطف والإحسان أشياء لا بد من إظهارها لهم لكي يستنيروا بها في ظلام الليل الدامس الذي فقدوا فيه من وجدوا من أصلابهم..
قست القلوب وتقلبت الموازين وبدأت عقارب الساعة تخالف القوانين المألوفة وتسري بالاتجاه المعاكس، بدا لنا ظاهر الأمر وبان، فقد لاحظنا شتى أنواع الأفعال المخالفة لتلك الشرائع الربانية في حق اليتامى من أبناء الشهداء ومجتمعاتنا لا زالت في سبات عميق تجاه قول الحق وإنصاف أولئك الذين فقدوا أعز من كان يعزهم عندما كان على قيد الحياة.
ضاعت وتحطمت على أسوار مجتمعاتنا أخلاق الرجال، فقد تناسوا فضل الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله وهاهم اليوم يجازونهم ليس بالنسيان فقط بل ب إهانة أولادهم، غاب المصلحون وقل الناصحون ومع هذا كله ضاعت أخلاق وشيم الرجال وأصبحت كل تلك التناقضات التي خرجت عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي استمدينا منه كل معاني السلام .