الـ8 من اكتوبر تشرين أول: الإنتصار الكبير شمال الضالع

     في مثل هذا اليوم الـ8 من تشرين أول من العام الماضي 2019م، تمكنت قواتنا المسلحة البطلة المرابطة في جبهات محور الضالع من دحر المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً من مناطق واسعة في حجر وقعطبة شمال غرب الضالع، وذلك في معركة خاطفة استمرت طوال ساعات صباح ذلك اليوم، كان لعنصر المفاجأة فيها دوراً كبيراً في حسم المعركة.

     حقاً كانت معركة بطولية خالدة تكبدت المليشيات الحوثية فيها خسائر فادحة وسقط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح وأسير، فيما اغتمنت قواتنا أسلحة ومعدات متنوعة، وأصبحت قواتنا بعدها هي من تتحكم في سير العمليات القتالية حتى اليوم نظراً للمواقع الإستراتيجة التي تموضعت فيها بعد هذه المعركة.

     ما أبهرني في ذلك اليوم ليس الإنتصار ورؤية مواقع العدو تتهاوى أمام طوفان الأبطال فحسب، ولكن رؤية الأهالي وهم يفرحون بتحرير قراهم ومناطقهم، والذين كانوا يتقافزون كالأطفال فرحاً باتجاه قراهم ومنازلهم حتى أنهم في بعض الأحيان كانوا يسببون أرباك كبير لقواتنا خوفاً عليهم من كميات الألغام والعبوات التي زرعتها هذه المليشيات بشكل عشوائي، ضف إلى ذلك زغردة النساء ومد الأبطال بما لذ وطاب من الوجبات،،، معركة كانت تتعالى فيها أصوات المشجعين من الأهالي مع أصوات دعوات الأمهات والأطفال وكبار السن على أصوات الرصاص، في تناغم موسيقي وأيقاع حربي غاية في الروعة.

     لايسعنا في هذا اليوم إلا أن نرفع تحايا الإجلال و الفخر والإعتزاز لكل الأبطال في مختلف الوحدات العسكرية المرابطة في جبهات محور الضالع قيادة وأفراد، ونهنئهم بهذا النصر العظيم الذي أراد الله أن يتحقق على أيديهم، كما نترحم على أرواح شهدائنا الميامين ونسأل الله أن يمن بالشفاء العاجل لجرحانا.