الإعلامي الحربي "هويد الكلدي" يروي لـ"صوت المقاومة الجنوبية" تفاصيل معركة سحق الإرهاب بأبين

الإعلامي الحربي "هويد الكلدي" يروي لـ"صوت المقاومة الجنوبية" تفاصيل معركة سحق الإرهاب بأبين

الإعلامي الحربي "هويد الكلدي" يروي لـ"صوت المقاومة الجنوبية" تفاصيل معركة سحق الإرهاب بأبين
2020-09-26 19:03:17
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

بين خطوط النار في الجبهات المشتعلة تكمن الحقيقة، ووحدهم من عايشها عن قرب يكونون شهودًا عليها، ومن خطوط النار في جبهات محور أبين كان ولازال الزميل الإعلامي هويد الكلدي واحدًا من أولئك الأبطال الذين رافقوا الرجال المقاتلين في تفاصيل الكر على تخوم شقرة.

الزميل "هويد" شاهد على ضراوة الحرب التي وقف فيها أبطال الجنوب شامخين يذودون عن ثرى أرضهم بكل بسالة وإباء.

الإعلامي الحربي، الذي سطع نجمه مؤخرا من خلال التغطية الإخبارية المتواصلة لمستجدات المواجهات بين قواتنا الجنوبية ومليشيات الغزاة القادمين من أقاصي شمال العربية اليمنية، كتب لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" شهادته عن الحرب المقدسة التي خاضها أبطال الجنوب دفاعا عن أرضهم، وفي شهادته يقول الزميل الكلدي:

"منذ اشتعال المواجهات في أبين رافقتُ أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية كموفد لقناة (عدن المستقلة) في أول ظهور لي في تغطية حرب، لأنقل ما يجري في جبهة الطرية، القريبة من مدينة شقرة، بين مليشيات الإخوان الإرهابية والقوات المسلحة الجنوبية المدافعة عن الأرض والعرض. الحمد لله لعلي وُفِّقت في هذه المهمة ولشعبي الجنوبي الذي أوجه له التحية مثلما شجعني كثيرا، وأتمنى أن أكون قد وفقت في إبراز حقيقة المواجهات التي تدور في جبهة أبين".

ويضيف الكلدي: "في الثاني عشر من شهر رمضان، صباحية إطلاق المدفعية الأولى للمليشيات لشن الحرب، كنت لحظتها متواجدًا في أول خط قتالي، وثّقت بعدسة كاميرتي لحظة اندلاع المعركة، وعشت منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الرابعة عصراً في عالم آخر دون توقف المواجهات بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ذلك اليوم الذي صعدت فيه المليشيات معاركها برتل عسكري ضخم تقدم حتى وصل إلى قرب القوات الجنوبية، فكانت الملحمة أو المحرقة أمام عيني أسفر عنها قتلى كثر من المليشيات كونهم ركبوا غرورهم وحاولوا شن هجوم على القوات الجنوبية التي كانت قد اتخذت مواقعها بشكل مدروس ما جعلها متفوقة في الإيقاع بجحافل المليشيات المتقدمة".

ويواصل الإعلامي الحربي "هويد الكلدي" سرد شهادته على الحرب قائلا: "كل الأيام التي عشتها في خطوط النار كانت أيامًا صعبة وثقت فيها مواجهات شرسة للغاية، عشت قرابة شهرين بين أصوات المدافع وأزيز الرصاص وهروب واستلام للمليشيات ومشاهد جثث قتلى وآليات مدمرة ومحترقة، في الوقت الذي أبهرني ما رأيته من شجاعة واستبسال وتضحية في صفوف أبطال الجنوب، رأيت شبابا يقتحمون خطوط نيران العدو بأسلحتهم المحمولة، كانت مشاهد مدهشة حقا، لكنني ايقنت أن الإيمان بالوطن والقضية كفيل بأن يجعل المقاتل يتحول إلى صاروخ ينطلق ليقتحم موقعًا يتمترس فيه العدو ولا يهاب الموت، فقد كان الوجود وطنيًا والجميع يقاتل لأجل هدف عظيم".

الزميل الإعلامي الحربي هويد الكلدي تألق في ظهوره كمراسل حربي من خطوط النار في جبهة الطرية، ورغم حداثة عهده بالعمل التلفزيوني وبالذات الحربي إلا أنه استطاع أن يثبت وجوده وسط مواجهات محتدمة، وما ميزه أكثر هو رباطة جأشه عندما كان يرافق الأبطال في المواجهات المحتدمة وينقل بالصوت والصورة من بينهم.

يقول الكلدي: "ظهوري المرئي لم يكن بعيداً عن مواقع المواجهات، بل في خط النار، وهذا ما اخترته، فأحياناً أتقدم إلى قرب مواقع الطرف الآخر، حتى أنني في إحدى المرات وقعت أسيرا في أيدي المليشيات، وبفضل الله تمكنت من الإفلات من قبضة المليشيات بعملية فدائية نفذها أبطال قواتنا الجنوبية".

يقول الكلدي: "كنت حاضراً في حرب ٢٠١٥ بالعاصمة عدن كمقاتل وليس كإعلامي، لكنني وللأمانة لم أرَ مثل تلك المواجهات الشرسة التي رأيتها في جبهة الطرية، كانت حربًا حقيقية شديدة قوية مصيرية بمعنى الكلمة".

معركة أبين أبرزت مدى التلاحم والاصطفاف الجنوبي

ويضيف قائلا: "مما لاحظته هو أن المقاتلين الجنوبيين ينحدرون من جميع محافظات الجنوب ابتداء من أبين الباسلة التي يتواجد أبناؤها الأشاوس في خطوط النار الأولى كقيادات ومقاتلين، وهناك مقاتلون من عدن وشبوة ولحج والضالع والصبيحة ويافع وردفان والمسيمير".

 الحرب التي تجري في أبين هي حرب بين شمال وجنوب

الإعلامي الحربي هويد الكلدي قال إن الحرب التي تدور رحاها في جبهة الطرية بأبين هي حرب (جنوبية - شمالية) والحديث عن مواجهات (جنوبية – جنوبية) محض افتراء". وبهذا الخصوص يقول الكلدي: "الحرب جنوبية يمنية حسب ما شاهدته، عدة هجمات انتحارية نفذتها المليشيات كان من يقودها قيادات من العربية اليمنية أبرزهم من محافظة مأرب وحجة والبيضاء وغيرها، بينما الكثير من القتلى والأسرى يعودون إلى محافظة تعز ومأرب، وفيهم قلة من الجنوب".

في تلك الحرب والتي ما زالت مستمرة، يتم خلالها إبراز العضلات والقوة وهي حرب شديدة لم يشهدها الجنوب.

ومن المشاهدات التي يوثقها الإعلامي الحربي هويد الكلدي مشاهد تلخص سر الانتصارات التي تحققها قواتنا الجنوبية المسلحة رغم كل المؤامرات التي تحيط بها من كل جانب.

يقول هويد: "من المصادفات التي جعلتني اكتشف سر صمود واستبسال أبطال القوات الجنوبية صادفت أسرة كاملة مكونة من ٦ إخوة في موقع واحد يقاتلون، ومسنًا عمره سبعين سنة ثوبه علم الجنوب يناوب في مترس القتال، ومقاتلًا مع أولاده يقاتلون في أطراف الطرية، وشخصًا ترك تجارته الكبرى وحمل البندقية ليلتحق بالجيش. حقيقة هناك قصة أخرى تدور في أبين، حكاية وطن أسموها المصيرية كل جنوبي أجمع عليها".

ويضيف الكلدي: "تغطيتي للحرب كصحفي شاهدت فيها معنى الوطن بالنسبة لجيش الجنوب الذي لبى نداء الوطن من كل حدب وصوب، قيادات عسكرية جنوبية من قادة ألوية كان جميعهم أنموذجًا لمعنى التضحية والفداء والشجاعة، كنت قريبًا منهم وعرفت شخصية كل قائد ومدى حبه لوطنه، يقاتلون بكل إخلاص ووفاء لوطنهم وشعبهم وهذا ما جعلهم يتفوقون، الجميع في أبين رسم صورة الجنوب الحقيقي".

واختتم الإعلامي الحربي هويد الكلدي قائلاً: "إنها الحرب التي علمتني معنى (الإعلامي الحربي) بمعنى أن الإعلام في الحروب والمعارك ليس سهلاً، فأربع إن امتلكتها فأنت قد الصفة (الشجاعة - الثقة – المغامرة/المخاطرة- الهدف)".