رسائل أبطال القوات المسلحة الجنوبية من الخطوط الأمامية لجبهات الضالع بمناسبة الذكرى الـ 49 لعيد الجيش الجنوبي
اخبار وتقارير
رسائل أبطال القوات المسلحة الجنوبية من الخطوط الأمامية لجبهات الضالع بمناسبة الذكرى الـ 49 لعيد الجيش الجنوبي
2020-09-11 23:15:14
صوت المقاومة /فؤاد جباري
يوافق الأول من سبتمبر أيلول من كل عام الذكرى السنوية لتأسيس الجيش الجنوبي "القوات المسلحة الجنوبية"، وقد كان هذا اليوم بمثابة عيد وطني يحتفل به شعب الجنوب بما يسمى "عيد الجيش الجنوبي". هذا العام 2020م بدأت هذه الذكرى تعود للواجهة وبقوة عكس الأعوام التي سبقتها، وهذا يعود حسب ما يراه مراقبون لعودة هذه المؤسسة "القوات المسلحة الجنوبية" إلى الصدارة، وبات صدى صوتها يعود من جديد بعد أن كانت قد دمرت تماماً خلال الـ 30 سنة الماضية من عمر ما تسمى بـ "الوحدة المشؤومة". حليف وفيّ للتحالف العربي وخلال الحرب المشتعلة منذ العام 2015 ضد المليشيات الحوثية، بدأ اسم القوات المسلحة الجنوبية يطفو على السطح بدعم كبير من قبل قوات التحالف العربي، وباتت لقوات التحالف الحليف الأوفى والأجدر، تخوض المعارك والمواجهات وتحقق الانتصارات تلو الانتصارات حتى تم على يدها دحر المليشيات الحوثية من كل أراضي الجنوب، ولا زالت تذود عن حدود الجنوب في مختلف الجبهات بكل بسالة . وفي هذه المناسبة العظيمة التقت صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" أبناء هذه المؤسسة المرابطين في ميادين الشرف والبطولة وفي الخطوط الأمامية الذين يسطرون فيها أروع البطولات في حدود الوطن الشمالية بوابة الجنوب "الضالع". ومن وسط المتارس والخنادق في قلب جبهات محور الضالع في قطاع صبيرة-الجب، والتي يتكبد العدو الحوثي فيها أكبر الهزائم وأسوأ النكسات، فقد كان لنا شرف اللقاء بأحد أبناء هذه المؤسسة العقيد زكريا قابوس، قائد اللواء الثالث مقاومة، وعدد من جنوده ليحدثنا عن انطباعه بهذه المناسبة، الذكرى الـ 49 لعيد الجيش الجنوبي، كأحد الكوادر العسكرية من خريجي هذه المؤسسة حينها. العميد زكريا قابوس يعتبر من الجيل الشاب، وهو من أواخر الدفع التي تخرجت من إحدى كليات الجيش الجنوبي، أتيناه مع دنوّ وقت المغرب وهو يتوسط جنوده في الخطوط الأمامية للجبهة وكأنه فردًا منهم، يتفقد الجنود والمواقع كعادته كل يوم. في اللقاء الذي جمعنا به وجنوده، وبعد ترحيبه بصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" وسماعه عن موضوع التقرير الذي نحن في صدد القيام به والذي يتمحور حول نقل رسائل المرابطين في الخطوط الأمامية وانطباعهم بمناسبة الذكرى السنوية الـ 49 لعيد الجيش الجنوبي، وبعد الغوص في الحديث عن مجريات المعارك والأحداث، أشاد العقيد قابوس بموضوع التقرير وبادر بالقول: "إن هذه الذكرى ليست غالية على أبناء الجيش الجنوبي فحسب، وإنما غالية على كل الشعب الجنوبي، فشعب الجنوب كان بمختلف شرائحه يملك معنويات القوات المسلحة". أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية يرسلون التهاني إلى قيادتنا السياسية بمناسبة الذكرى الـ 49 لتأسيس الجيش وتابع: "في البداية دعوني في هذه المناسبة العظيمة أهنئ قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسهم سيادة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي، وسيادة القائد اللواء شلال شائع، وكل أبناء القوات المسلحة الجنوبية قيادةً وأفرادًا، وأقول لهم كل عام وأنتم والوطن بألف خير". وأضاف: "في الحقيقة، دعوني أعود بكم إلى بداية تأسيس الجيش الجنوبي، فقد كانت بداية تأسيس جيشنا منذ الخطوة الأولى بداية قوية أسست مداميك منظومة مسلحة مدربة ومنظمة امتلكت قدرات جعلتها في صدارة الجيوش في دول الشرق الأوسط تسليحاً وتنظيماً وتدريباً. إلا أن هذه المنظومة القوية باتت مصدر قلق وخوف للكثير من الدول، لذلك تم التآمر عليها وفق خديعة ما تسمى بـ وحدة مايو 1990م، التي أهلكت الحرث والنسل في الجنوب واستهدفت الأرض والإنسان على رأسها المؤسسة العسكرية والتي سُرِّح منتسبوها وأقصوا وأعدموا وهجروا وسجنوا ومورس ضدهم أبشع سياسات القمع والتنكيل من قبل نظام صنعاء حتى دمرت وأصبحت أطلالًا طوال عمر ما تسمى بـ الوحدة". قيادة جيشنا الجنوبي من الميدان: سنعيد بناء منظومة الجيش الجنوبي حتى يعود قويًا مهابًا كما كان وأردف بالقول: "اليوم وبعد مرور نحو 30 عامًا، ووسط ظروف الحرب التي فرضت علينا، بدأنا نعود بهذه المنظومة للحياة شيئاً فشيئاً وسط وعي شعبي ومجتمعي جنوبي في كل المجالات وفي كل المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية والأمنية". واستطرد: "وفي إطار الحرب المستعرة ضد الجنوب والمستمرة منذ سنين كان لا بد لشعب الجنوب أن يعيد بناء منظومة الجيش كخطوة ضرورية وملحة في سبيل استعادة دولته وليستعيد جيشنا الجنوبي مكانته ويعود قويًا مهابًا كما كان في السابق، وبدأت قيادة المقاومة حينها في تأسيس كتائب المقاومة الجنوبية بالاستفادة من الكوادر العسكرية في الجيش الجنوبي السابق حتى باتت هذه الكتائب اليوم قوات منظمة ومدربة تخوض أشرس المواجهات والمعارك في سبيل تحرير الجنوب والدفاع عنه وتسطر أروع الملاحم والانتصارات". وأضاف: "في الأخير نعد هذا الشعب وهذا الوطن أننا ماضون -بعون الله- بثبات نحو إعادة بناء جيشنا وأمننا طوبة طوبة، حتى تعود كما كانت في السابق بل وأفضل، وما وجودنا اليوم هنا في عمق أراضي الشمال في صبيرة والفاخر إلا دليل على بأس وصلابة القوات المسلحة الجنوبية وحنكتها القتالية، فقد بتنا نقاتل العدو في أرضه بعد دحره من أرض الجنوب، ولدينا القدرة على مطاردته حتى أوكاره في حال أتتنا الأوامر من القيادة العسكرية والسياسية العليا". أبطال الجيش الجنوبي يجددون العهد للأشقاء في دول التحالف ويؤكدون المضي قدمًا حتى استئصال المشروع الفارسي واختتم بالقول: "دعوني عبر صحيفتكم الغراء - صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" - أن أهنئ مجددا قيادتنا العسكرية والسياسية بهذه المناسبة، كما نجدد عهدنا فيها أيضاً للأشقاء في التحالف العربي على رأسهم قيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونقول لهم: إننا معكم وبجانبكم حتى استئصال وقطع دابر المشروع الإيراني في المنطقة، معكم في السلم والحرب، في الشدة والرخاء، حتى يتم تحقيق وإنجاح المشروع العربي الكبير الذي أتت به دول التحالف العربي". وبعد الانتهاء من تسجيل اللقاء مع قائد اللواء، دعانا لعمل جولة برفقته إلى متارس وخنادق النسق الأول من خط النار وسط الوادي، والذي لا يبعد عن متارس العدو سوى مساحة تقدر بأقل من 500 متر لا أكثر، لكنها كانت متارس وخنادق محصنة صممت بتصميم هندسي حربي تُمَكِن المرابطين من الدخول والخروج والمواجهة والمناورة بشكل آمن، حتى أن هذه الخنادق عملت على تأمين قوة اللواء والتقليل من خسائره، فيما مكنت الأبطال في تنفيذ العمليات الهجومية والاستطلاعية وصد عمليات التسلل بنجاح. لقاؤنا الثاني كان بالقائد شرف محسن فضل، أركان الكتيبة الأولى للواء الثالث مقاومة، قائد العمليات النوعية لفرقة الاقتحامات التابعة للواء، وجدناه في مترسه يرقب تحركات العدو من على منظاره العسكري، وبعد التقديم وسؤاله عن المعنويات وماهي رسالته بهذا المناسبة، بادرنا بالرد: ”نرحب أولا بصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" على تواجدها في خطوط النار، ونرحب بعودة إصدارها للنسخة الورقية بعد الانقطاع بسبب جائحة كورونا". وأضاف: "بالنسبة للمعنويات فمعنويات عالية وكل يوم في ازدياد، وإراداتنا صلبة وحديد كالعادة، وبهذه المناسبة العظيمة دعونا نهنئ الشعب الجنوبي ونهنئ القيادة العسكرية والسياسية الجنوبية، وأخص بالذكر هنا قائد اللواء العقيد زكريا قابوس، الذي يزاحمنا على المتارس وحاضر بجانبنا في كل وقت، وهذا لا شك زاد من معنوياتنا بشكل كبير جداً". أبطال الجيش الجنوبي يواصلون ملاحم الصمود والتحدي في ميادين الشرف والبطولة وواصل حديثه: "بفضل الله أولًا ثم بالرجال الأبطال فقد قمنا بهذه المناسبة بعملية نوعية فجر يوم الأحد الموافق 1 سبتمبر، تمثلت بتنفيذ عملية تسلل وإغارة مباغتة على عدد من المواقع التابعة للمليشيات الحوثية في وادي صبيرة، وقد تمكنا من استهداف عدد من العناصر بعدد من قذائف الـ آر بي جي وأمطرناهم بالرشاشات وعادت الفرقة إلى مواقعها بسلام بعد مقتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر المليشيات وجرح آخرين، وهذه العملية أتت بتمكين من الله وتحت إشراف قائد اللواء". لقاؤنا الثالث كان بالقائد مروان علي أحمد، قائد أحد السرايا في اللواء الثالث مقاومة، وبعد الترحيب بالصحيفة، قال: "رسالتي بهذه المناسبة العظيمة من هنا من الخطوط الأمامية لجبهات القتالي، نقول لأعداء الجنوب كافة ممثلة بمليشيات الحوثي ومليشيات الإخوان أننا اليوم بتنا قوة قادرة على حماية أرضنا، فقواتنا المسلحة الجنوبية عادت من جديد، لتعود معها كرامتنا وعزتنا ومجدنا، وليس لأطماعكم اليوم مكانًا في الجنوب، فالجنوب قد بات محميًا بقواته ورجاله وسندافع عنه حتى آخر قطرة من دمائنا". لقاؤنا الرابع كان بالبطل عبدالرحمن خالد، أحد أبطال اللواء الثالث مقاومة، وبعد الحديث معه، وسؤاله عن انطباعه كفرد من الجيل الجديد في القوات المسلحة الجنوبية بهذه المناسبة، قال: "في الحقيقة أولاً نحن الجيل الجديد أوجدتنا الضرورة للالتحاق بالقوات المسلحة، وهي الحرب التي تشنها علينا قوى الشمال الطامعة باحتلال أرضنا واستعبادنا، لكننا نرى هذا واجبا علينا في سبيل الدفاع عن أرضنا وديننا وكرامتنا وعزتنا". ثم واصل حديثه قائلاً: "صحيح أننا لم نلاقِ نفس التدريب والتنظيم والتأهيل الذي كان يلاقيه أسلافنا من آبائنا في الجيش الجنوبي، لكننا بفضلهم وبفضل تلك الكوادر المؤهلة والمدربة استفدنا كثيرًا من خبراتهم ومن توجيهاتهم وتدريبهم لنا، على رأسهم قائد اللواء العقيد زكريا قابوس، والذي أوجه له عبر صحيفتكم الشكر ولجميع كوادر جيشنا الجنوبي الذين بفضلهم وبفضل تدريبهم وتأهيلهم لنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، وبتنا نجيد كل الفنون القتالية، فبهذه المناسبة لهم منا تعظيم سلام ونعادهم أننا على الدرب ماضون". في موقع آخر من مواقع اللواء الثالث مقاومة المترامية على طول الجهة الشرقية لوادي صبيرة، التقينا أيضاً شبلًا من أشبال اللواء، القائد الشاب جلال عبدالغني قائد أحد السرايا في اللواء الثالث، يدعى صالح علي صالح عبيد، والذي وجدناه وكله روح ومعنوية قتالية، يرصد تحركات العدو عن كثب من على عيار 14½ ويده على الزناد، رحب بدوره بصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية"، وقال: "إننا كجيل جديد في القوات المسلحة الجنوبية صراحةً نتأسف ونقهر لما نسمعه من آبائنا عما كان عليه الجيش الجنوبي من تدريب وتأهيل وتسليح وقدرات وكوادر وغيرها، ثم تم التآمر عليه وتدميره من قبل عصابة ما تسمى بـ الوحدة". وأضاف: "وأكبر ما يقهرنا أيضاً عندما نرى حجم القهر والألم في وجوه آبائنا مما حصل، لكن بهذه المناسبة، والتي توافق الذكرى الـ 49 لعيد الجيش الجنوبي، نعد آباءنا من أبناء القوات المسلحة الجنوبية والأمن إننا بعون الله سنعود بالجنوب جيشاً وأمناً ووطناً إلى سابق عهده، صحيح أننا الآن لا زلنا في البداية وفي مرحلة حرب لكن بعون الله بعد النصر سنعود للتأهيل والتنظيم والبناء على أسس ومداميك أكثر صحة ومتانة". ومع طريق العودة التقينا أيضاً مجموعة من الأبطال من منتسبي اللواء الأول والثالث مقاومة المرابطين في قيعان وتباب الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية لوادي صبيرة شرق معسكر الجُب الاستراتيجي، منهم البطل صالح علي صالح عبيد والبطل عبدالعزيز ناصر علي وآخرون. وفي اللقاء رحبوا بصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" والذين أسموها بـ "صوت القوات المسلحة الجنوبية" لدورها الكبير في تغطية أخبار المقاومة منذ الوهلة الأولى للتأسيس حتى الآن، مهنئين إدارتها على عودتها لإصدار النسخة الورقية. وبمناسبة عيد الجيش الجنوبي بعثوا رسالة جماعية هنّأوا فيها القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية وكافة منتسبي القوات المسلحة الجنوبية الجيل السابق من الجيش والجيل الجديد، وقالوا "إن هذه المناسبة تمر علينا هذا العام ونحن في القوات المسلحة الجنوبية في أتم الجاهزية والاستعداد القتالي رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها الجنوب، إلا أننا في القوات المسلحة الجنوبية نخوض المعارك ضد أعداء الجنوب بحنكة قتالية عالية ونحقق انتصارات، وإن شاء الله لن تعود علينا هذه الذكرى في العام القادم إلا وقد طردنا مليشيات الاحتلال من شبوة وحضرموت وطهرنا كل شبر من هذا الوطن، فمعنوياتنا عالية تناطح السحاب ولن نكل ولن نهدأ حتى استعادة كامل الأرض من المهرة حتى باب المندب".