أذهلت حشود أبناء شبوة، الخميس المنصرم، العالم أجمع، وألجم أبناء شبوة أفواه المشككين بجنوبية محافظتهم بحشود هائلة.
واحتشد الآلاف من أبناء محافظة شبوة، صباح يوم الخميس الماضي، في فعالية جماهيرية حاشدة بمنطقة المصينعة، استجابة للدعوة التي وجهتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة.
ورفع المشاركون، الذين توافدوا من كل مديريات المحافظة إلى الفعالية التي أقيمت تحت شعار "رفضاً لتزييف الإرادة ودعما لقرارات القيادة"، صور الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وأعلام دولة الجنوب ودول التحالف العربي.
وعبّر أبناء شبوة، في عدد من الكلمات التي ألقيت في الفعالية، عن رفض أبناء المحافظة للهيمنة الإخوانية، والعبث بخيرات المحافظة لمصالح وأجندة حزبية لا تريد الأمن والاستقرار للمحافظة، مجددين التأكيد على أن شبوة لن تغرد خارج السرب الجنوبي وتصطف مع باقي محافظات الجنوب خلف القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
لجم أفواه المشككين
وقال مراقبون: "حشود شبوة الغفيرة ألجمت أفواه المشكيين بانتماء أبناء شبوة للجنوب، ورفضهم تزييف الإرادة المعبر عنها في فعالية المصينعة الحاشدة".
قمع وإرهاب
وأكدت مصادر أن مليشيات الإخوان قامت باستحداث نقاط عسكرية لمنع وصول المشاركين الى منطقة المصينعة بشبوة، إلا أن المليونية نجحت نجاحا كبيرا.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الإصلاح قامت بالتمركز في منطقة المسحاء وقطعت الطريق الرابط بين الصعيد والمصينعة، وقامت بمنع أبناء منطقة الصعيد ووادي يشبم من المرور والمشاركة في فعالية المصينعة.
وعلى الرغم من كل الإجراءات الأمنية ومحاولة منع الحشود من الوصول إلى الساحة، أكد الآلاف من أبناء شبوة رفضهم القاطع لمحاولة تزييف إرادتهم، وأن شبوة جنوبية ترفض الاحتلال.
مهرجان المصينعة يدفع بن عديو لاعتقال "الروتي"
وكشفت مصادر خاصة لـ"الأمناء" بان فضيحة مجلجلة ارتكبتها سلطة بن عديو ستبقى وصمة عار طول الزمن.
وقالت تلك المصادر إن "بن عديو قام بالقبض على سيارة محملة (روتي) طلبها أبناء المصينعة لضيوف المصينعة (وجبة عشاء وإفطار) ولم يتم الإفراج عن الروتي إلا بعد مغادرة الضيوف".
وأضافت: "حاول بن عيدو، بهذا التصرف، التضييق على المحتشدين والوافدين، لكن أهل المنطقة عليهم ألف سلام أكرموا الضيوف خير إكرام، وأتوا بطعام هو أفضل من الروتي، ولكن ذكرى ليلة القبض على الروتي ستبقى إلى الأبد".
بيان الفعالية
وصدر عن الفعالية الجماهيرية لأبناء شبوة في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد بيان قالوا فيه: "نحن إزاء المشهد المصيري والمظلومية المكتملة الأركان والمأساة التاريخية التي تعيشها شبوة أرضا وإنسانا، حيث تقف على المحك بين زمنين زمن التجبر والتنمر والفساد والوصاية الذي تعيش فيه مكبلة بالأغلال، وزمن النور والحرية والاستقلال والعزة والكرامة الذي تتطلع وتسير إليه شبوة متوجة برجالها الشرفاء ويسير إليه شعب الجنوب حتى بلوغ نهايته مكللا بالنصر الجنوبي بإذن الله، لا بد لنا أن نقف صفا واحدا ونقارب المسافات ليرتفع صوت شبوة مدويا ومعبرا عن حقيقة الإرادة الشعبية التواقة إلى الانعتاق والتحرر وطيّ صفحة الماضي وبناء جنوب المستقبل وطن العدالة والبناء والمساواة".
وأضاف: "فليس بمستغرب اليوم أن تتهافت شلة وقطعان الفساد والإرهاب وتشكيلاته المحروسة بالمليشيات التي تستبيح أرض شبوة الطاهرة لتعبث بثرواتها وتعمل على أخونة مؤسساتها وعلى التزييف الفاضح والمكشوف لإرادة أبنائها وادعاء تمثيلها عبر فعاليات بمسرحيات هزلية وممارسة الكذب والدعاية الإعلامية الرخيصة، في مغالطة فاضحة لحقائق الواقع خدمة للأسياد والأجندة الخارجية المستفيدة، وفي طليعتها الباب العالي وسراديب الملالي بطهران".
وتابع البيان: "ورغم قساوة الظروف الأمنية المليشاوية إلا أن هذه الجموع الغفيرة تداعت من كل حدب وصوب ومن كل أرجاء شبوة في هذا الحشد الجماهيري المهيب بمنطقة المصينعة الحرة الثائرة استشعارا بحجم وخطورة ما يحاك ضدها من دسائس ومؤامرات دنيئة عبر ضعفاء النفوس تستهدف جنوبيتها وتضحياتها وتطلعاتها لتؤكد اليوم أن شبوة حاضرة بقوة تعلن وبصوتها الهادر بلا مواربة عن رفضها القاطع لتزييف الإرادة الجمعية الشعبية بالمحافظة ولتؤكد أيضا عن وقوفها ودعمها اللا محدود للقرارات والمواقف السياسية لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والوفد المفاوض في مشاورات اتفاق الرياض.. وعليه فإن الحشد الجماهيري لأبنا شبوة يؤكد على:
- رفض عملية التزوير الممنهج من قبل سلطة المليشيات الإخوانية للإرادة الجمعية في شبوة والحديث باسمها إذ قدم أبناء شبوة - ومازالوا يقدمون - أغلى التضحيات في سبيل الجنوب ومن أجل السيادة على أرضهم وثرواتهم حيث روت الدماء الزكية كل شبر فيها بهدف إنهاء عهد هيمنة وسيطرة مافيا وعصابات الاحتلال اليمني.
- إن شبوة قلب الجنوب النابض لا يمكن عزلها عن محيطها الجنوبي ومشروعه الوطني التحرري الكبير ولا تستطيع أي قوة بتر العلاقة الطبوغرافية والتاريخية مع أجزاء الوطن الحبيب الجنوب العربي الفيدرالي ويستحيل طمس هويتها الجنوبية الخالصة.
- يعبر أبناء شبوة عن تقديرهم العميق للأخوة بالتحالف العربي وفي طليعته المملكة السعودية والإمارات العربية على تقديم العون والمساعدة لأبناء الجنوب وعلى جهودهم لإحلال السلام من خلال العمل الدؤوب لإنفاذ بنود اتفاق الرياض وفي ذات الوقت يعلنون عن تأييدهم المطلق لفريق التفاوض الجنوبي وعن ثقتهم البالغة فيه وحرصه على إيصال رسالة الجنوب وشعبه على طاولة الأشقاء والأصدقاء.
- تشهد شبوة منذ اجتياحها في العام المنصرم العديد من الانتهاكات والجرائم الخطيرة التي ترقى إلى جرائم الإبادة وضد الإنسانية كما حدث في عزان وحبان لقموش ونصاب وجردان واستهداف المدنيين وتحويل المنشآت المدنية الى ثكنات عسكرية وانتشار الخطف والإخفاء القسري والسجون السرية وعليه فإننا نؤكد أن سائر الجرائم التي ترتكبها المليشيات المتطرفة لا تسقط بالتقادم وسيتم ملاحقة كل من أمر أو شارك أو تعاون أو تواطأ وتقديمه إلى العدالة إن عاجلا أو آجلا.
- إن الأهمية الاستراتيجية لشبوة والثروات التي تزخر بها تجعلها مطمعا لكثير من الأجندات المحلية والإقليمية لهذا تعرضت إلى مؤامرات خطيرة تستهدف أمنها واستقرارها وتمزيق نسيجها الاجتماعي ونشر عناصر الجماعات الإرهابية المؤدلجة فيها عقب خروج قوات النخبة الشبوانية عن المشهد الأمني بعد أن كانت درع المحافظة الحصين من خطر الإرهاب".
نجاح الفعالية
من جانبه، أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي بنجاح فعالية المصينعة رغم الظروف الأمنية.
وقال العولقي على (تويتر): "رغم الظروف الأمنية المليشاوية بشبوة إلا أن هذه الجموع الغفيرة تداعت من كل حدب وصوب من كل أرجاء شبوة في هذا الحشد الجماهيري المهيب بمنطقة المصينعة الحرة الثائرة استشعارا منها بحجم وخطورة ما يحاك ضدها من دسائس ومؤامرات دنيئة عبر ضعفاء النفوس تستهدف جنوبيتها وتضحياتها وتطلعاتها".
بدوره، علق الأكاديمي الجنوبي حسين لقور بن عيدان على الحشود الجماهيرية الغفيرة في المصينعة.
وقال بن عيدان عبر (تويتر): "عندما يجتمع اليوم (الخميس الماضي) آلاف الجنوبيين من أبناء شبوة في مدينة بحجم المصينعة، موطن الشهيد محمد صالح عولقي وزير خارجية الجنوب السابق، ويستضيف أهلها ضيوف المدينة المتواضعة الحجم، يعكس حقيقة واحدة وهي أن تزييف إرادة أبناء شبوة قد فشلت".
شبوة على طريق النضال
من جانبه، علق نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي على الحشود الغفيرة من أبناء شبوة قائلا: "شبوة تقول كلمتها وتجدد موقفها، وسوف تسقط قوى الإرهاب والميليشيات العقائدية التي تمارس القمع والتنكيل بحق أبناء هذه المحافظة البطلة التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى".
وأضاف: "هنا إرادة الشعب وصوت الأحرار جيل الثوّار، وإن غداً لناظره لقريب".
وأشار الغيثي إلى أن المحتلين الجدد لا يجيدون قراءة التاريخ، وخاطبهم قائلا: "أنتم أمام قضية وطنية، قضية شعب، ولن تستطيعوا هزيمة الجنوب مهما تآمرتم ومارستم من الإرهاب والتطرف، شبوة على طريق النضال وغدا تتحرر من احتلالكم، ولكم في التاريخ عبرة".