كتب / نبيل الصوفي
يتهشم كل شيء في هذه البلاد، وتسود السخرية، كل مجموعة تتحلّق حول من يصرف عليها، والسلام..
في بلادنا اليوم، في صوتان فقط لهما قوة تمثيل القضية الجنوبية وقضية صعدة.
صعدة قد أخذت الشمال كله، والآن تقاتل دفاعاً عن حق صنعاء في دولتها الواحدة الموحَّدة، وتسعى لاستعادة مأرب والساحل الغربي..
والجنوب استعاد أرضه وجهَّز قواته، لكنه لا يزال مكافحاً ضد نفس الوجوه ونفس الخطاب ونفس العبث المستمر من 94 وإلى اليوم، لا تغيير تغير أبداً.. أبداً..
كل ما تفعله الشرعية وإخوانها جنوباً هو لكي تسهل للحوثي استقطاب الناس ضجراً ويأساً وانتقاماً.
كل هذه ضغوطات على الناس في الجنوب لكي يتعاونوا مع الحوثي..
بتوقيعه اتفاق التحالف بين المؤتمر والحوثي، كان علي عبدالله صالح ينجز أول وأهم خطوات استعادة الدولة.
لو كان لعفش الشرعية قيمة كانت أيدت الاتفاق ودفعت أكبر قدر من الناس للعودة إلى صنعاء..
ولو كان السفير السعودي التقط الخيط وراجع أداءه ضد علي عبدالله صالح، سيرفع لقيادته أن هذه أهم خطوة يمكن من خلالها استعادة صنعاء..
لكن الجميع تواطأ وتمسَّك بقصور نظره، وكبر أطماعه وأحقاده..
واليوم، الحوثي وحده صامد ويتمدَّد.. وكل الأطراف على حالها تلف وتدور فقط خلف أحقادها وأطماعها وقصر نظرها.