أثناء مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء كنا نؤكد لزملائنا الذين شاركوا في مجرياته حينها بأن الشمال هو من سينقلب على مخرجات هذا الحوار , على الرغم من أنها أي تلك المخرجات لا تعبر عن إرادة الجنوبيين الحقيقية , وهو ما حدث لاحقا بالفعل عندما قررت الأطراف الشمالية المشاركة في الحوار أن تشعل الحرب على أنقاض المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني , بعد أن فشلوا في الأستمرار على تصوير المعضلة طوال فترة الحوار في الأطراف الجنوبية كأطراف معرقلة لمبادرة الأشقاء الخليجيين .
اليوم يتكرر نفس المشهد السابق , لذا على الأشقاء أن يستفيدوا من تجاربهم السابقة مع القوى السياسية المتصارعة في الشمال , خصوصا أن الشماليين كانوا على وشك أن ينجحوا في تكرار تصوير جوهر المعضلة وأساسها في الأطراف الجنوبية ( إنتقالي وشرعية ) بالذات بعد أن نجحوا في إشعال فتيل الحرب في أبين والتي لم يكونوا يريدون لها أن تتوقف حتى لا تتضح حقيقة وواقع الصراع السياسي المعقد والمركب شمالا والذي قد يعتقد التحالف إلى الأن أن طرفيه ينحصر في (الشرعية والحوثي فقط) إلا أن الأيام القادمة ستظهر على السطح صعوبة مهمة التحالف في تجميع قوى الصراع في الشمال وأطرافه ليس إبتداء بمكونات الشرعية المتناقضة ذاتها , ولا إنتهاء بالحوثي كطرف مقابل نعتقد أن التحالف قد تكون مهمته أسهل في حال قرر التفاهم معه للوصول إلى تسوية سياسية شاملة كونه برأس واحد على عكس الشرعية التي تعددت رؤسها وأطرافها ليكتشف الأشقاء في المملكة أن مهمتهم الأساسية لم تبداء بعد ( لن تتفق قوى الشمال حول حصة كل منها في الحكومة القادمة ) .
لذا نتوقع أن النجاح السياسي الأخر الذي حققه الجنوبيين (انتقالي وشرعية) من التوصل إلى إلتزام بتنفيذ إتفاق الرياض سيتمثل في كشف حقيقة وتعقيدات الصراع الذي تعيشة تلك القوى في الشمال والذي لطالما حرصت على تحويل أنظار التحالف عنه نحو ما يحدث من تباينات في الجنوب لا ترتقي الى مستوى واقع الصراع العميق المعرقل لجهود الأشقاء منذ أكثر من سبع سنوات ( منذ عقد مؤتمر الحوار الوطني ) وعسى أن يساعد ذلك في إختصار وقت وجهد التحالف العربي الذي يدخل عامه السادس .