كتب //
د. عبدالسلام حُميد
في كتابات سابقة لنا منشورة وموثقة على المواقع الالكترونية ، اكدنا مرارا وتكرارا إن إتفاق الرياض فرصة تاريخية لايجب التفريط بها كونها تصب في مصلحة جميع الأطراف ، الحكومة والمجلس الإنتقالي ، ودول التحالف العربي وخاصة المملكة العربية السعودية ، والكاسب الأكبر والاخير منها هو الشعب في المناطق المحررة .
ولانرى ضرورة إعادة الاسهاب في شرح تلك المكاسب لكل طرف فقد تطرقت لها العديد من كتابات المفكرين والسياسيين والمهتمين ، وكنا ومازلنا نؤكد على ضرورة التمسك بالإتفاق ، بل ونطالب بشدة قيادة التحالف بالاسراع في تنفيذه بإعتباره " الخيار السياسي والعسكري الأمثل والمتاح " حاليآ لجميع الأطراف ، خاصة وان الإتفاق قد حضي بدعم اقليمي وعربي ودولي .
ومن واقع المتابعة إلى اليوم تبين لنا انه وبعد مرور مائة وثلاثون يوماً منذ توقيع الاتفاق .. لم ينجز من تنفيذه سوى عودة الحكومة إلى عدن ، بينما هناك تعثر واضح في تنفيذ بقية البنود السياسية العسكرية.
ومع الأسف لم يصدر عن المملكة بإعتبارها راعي الإتفاق والمسؤولة عن تنفيذه اي إشارة او تصريح يفسر ذلك ويحدد الجهة المعرقلة وكذا الإجراءات اللازمة التي يجب اتخاذها تجاه تلك الجهة المعرقلة .
وحتى في ظل التطورات الأخيرة التي نجم عنها تسليم نهم والجوف من قبل مليشيات الاخوان في مأرب والمتحالفين معهم فيمايُسمى بالجيش الوطني خلال الأيام القليلة الماضية .. والذي نجم عنه تهديد محافظة مأرب بالسقوط ، فضلا عن مخاطر وصول المليشيات الحوثية إلى حدود المملكة وذلك كنتيجة لسحب القوات من مواقعها في تلك الجبهات إلى محافظتي شبوة وابين في اغسطس من العام الماضي بهدف اجتياح محافظة عدن المحررة .. ومع كل تلك المخاطر والتهديدات لم يتحرك التحالف بقيادة المملكة لاخراج تلك القوات العسكرية المرابطة في كل من ابين وشبوة وسيئون لتعزيز الجبهات المنهارة والمنكسرة في مناطق نهم والجوف ومأرب , بالرغم من ان المصفوفة العسكرية في ملحق إتفاق الرياض قد نصت على ذلك .
وفي الحقيقة ان مواقف المملكة أزاء ذلك محيرة ويلفها الكثير من الغموض .. ولايعقل ان يتم اللجؤ إلى طلب مليشيات القبائل الغير منظمة والغير مدربة لمساندة قوات الجيش وهناك قوات عسكرية مسلحة بكافة اصناف العتاد العسكري الثقيل والمتوسط والخفيف ترابط في اراضي المناطق الجنوبية المحررة والآمنه !
اما الجديد في الأمر فهو ما اقدمت عليه يوم قيادة التحالف في عدن امس الجمعة من جلب لمجموعة من الشباب المستجدين لتسليمهم مطار عدن وتكليفهم بمهمة حمايته ، في الوقت الذي تتواجد فيه هناك قوة تابعه لأمن عدن تقوم بحماية المطار منذ نحو خمس سنوات مضت وهي قوة امنية نظامية .. وهنا يبرز التسائل عن اولويات التحالف هل هي تحرير نهم والجوف والدفاع عن مأرب ام تحرير مطار وميناء عدن من القوى الأمنية الجنوبية ؟!
خلال اليومين الماضيين ايضا كانت قيادة التحالف قد اقدمت كذلك على منع قيادات المجلس الانتقالي ومدير الأمن من العودة إلى عدن ، وهو اجراء مرفوض من قبل كل شعب الجنوب ولم تبرره المملكة العربية السعودية رغم مطالبة قيادة المجلس بذلك !!
في الأخير نؤكد مجددآ وكماسبق ان اكدنا لأخوتنا في قيادة المملكة " إن تأخير اتفاق الرياض وعدم تنفيذ كافة بنودة وبحيادية تامه لايخدم سوى القوى المناهضة للتحالف العربي محلياً واقليمياً " كما ستترتب عليه آثار سلبية وخطيرة على الجميع في اليمن ودول التحالف على السواء ، اللهم اني بلغت .. اللهم فأشهد .