قال الكاتب الجنوبي أحمد سعيد كرامة أن تعنت الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، ومضيهما في مناصبة دولة الامارات عِداء غير مبرر بسبب مصر أو تركيا أو قطر كانت نتائجه كارثية على المصلحة الوطنية العليا.
وأضاف "كرامة" في مقال له بعنوان "الإمارات .. خسرناها ولم تخسرنا"، أتمنى أن نتعلم من أخطأنا وتجاربنا الفاشلة لتصحيح المسار الخاطئ كقيادة وشعب جنوبي ، لأن هناك شعب بائس فقير ينتظر بفارغ الصبر الخروج من واقعه المزري الأليم .
واوضح أن الإمارات العربية المتحدة اسست في عدن والجنوب والساحل الغربي وبكل رقعة جغرافية تطأ أقدامها عليها نظام عسكري وأمني و إداري ومالي ممتاز ، رغم أن ذلك النظام لم يكن عند مستوى طموح الأشقاء الإماراتيين ، ولكنها ظروف ومتطلبات وأوضاع الحرب اليمنية الاستثنائية فرضت ذلك الواقع.
واشار الى ان الأشقاء السعوديين لم يستفيدوا من التجربة الإماراتية الناجحة في عدن والجنوب والساحل الغربي والسير على خطاهم ، بل أتوا بنظام إداري وعسكري ومالي وأمني فاشل فشلا ذريعا في مأرب وباقي الشمال ليطبقوه حرفيا في عدن والجنوب ، لافتا الى ان هذا الفشل ساهم بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية إلى مستويات قياسية وخطيرة في عدن والجنوب .
واردف "سعيد كرامة" : لا تفسير عقلاني أو منطقي لتصرفات وممارسات وسلوكيات السعودية في عدن والجنوب ، فمثلا نقل عشرات المليارات من إيرادات عدن المالية إلى مأرب وعتق وسيؤن والجوف بواسطة القوات الجوية الملكية السعودية مرارا وتكرارا أعتبره الجنوبيين إنحياز فاضح للشرعية الإخوانية ، بينما عدن وباقي المحافظات المجاورة بدون رواتب أو خدمات أو وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن.
وتابع : "ان يخسر التحالف والشرعية معظم أراضي الشمال شيء متوقع بسبب الخيانة والتآمر والخذلان ، لكن أن تخسر السعودية المناطق المحررة الجنوبية والشعب الجنوبي الوفي الشجاع بسبب فشلها الإداري والأمني والسياسي والخدماتي والاقتصادي في أصغر رقعة جغرافية باليمن الجنوبي ، شيء لم يكن متوقع ولا بقصص الخيال أو أساطير الأولين .
واستطرد قائلا : "خسرنا الإمارات جنوبا وشمالا ، وليدرك حزب الإصلاح وفسدة عرش الرئيس المؤقت هادي أنهم سيكونون أول ضحايا خسارة الإمارات ، الجوف ثاني أهم معقل قبلي وعسكري لحزب الإصلاح سقطت بغمضة خيانة وخذلان من جيش وطني وهمي ساهموا بضعفه وهشاشته .
لافتا الى ان الهدف القادم مأرب باعتبارها اول معقل قبلي وعسكري ومالي ومقر جيش التباب الوهمي لحزب الإصلاح ، بغض النظر من الأقوى أو الأقدر أو الأجدر ، كان للجيش الإماراتي اليد الطولى بتحرير معظم الأراضي والحفاظ عليها من يد مليشيات الحوثي الإيرانية ، وخروجها كشف عورات التحالف العربي والشرعية المهترئة الخائنة .
وطالب "كرامة" شرعية الرئيس المؤقت هادي وحكومته وبطانة الشر والفساد وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي بتقديم إعتذار رسمي للإمارات عن تصرفاتهم وإساءاتهم الصبيانية الطائشة بحقها ، إن كانوا يبحثون عن فرصة للبقاء أو رقعة جغرافية تأويهم وتؤكد شرعيتهم أمام الإقليم والعالم.
وقال : "على الرئيس المؤقت هادي تقديم طلب رسمي وعبر مجلس الأمن الدولي بعودة القوات المسلحة الإماراتية للحفاظ على ماتم تحريره ، قبل أن تصبح كانت محررة ، رغم قناعتي الشخصية التامة بأن الإمارات لن تعود للمسرح العملياتي العسكري في اليمن مرة أخرى ، فهو مستنقع أدركت الإمارات أنه لابد الخروج منه قبل تعاظم الخسائر البشرية والمادية .
واشار إلى أن عودة الإمارات التي يطالب بها ، هي عودة الهلال الأحمر الإماراتي إلى عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة المجاورة ، ويجب أن تكون القوات السعودية في عدن وشبوة و حضرموت والساحل الغربي تحت إشراف وقيادة مباشرة من الإماراتيين ، هذا إذا أرادت السعودية أن تنجح بالفعل وتحافظ على ما تبقى من المحرر ، أما إذا كانت لها أهداف أخرى معادية للجنوب والجنوبيين ندعوا الله أن يرد كيدهم في نحورهم .
اقرأ المزيد